النبي وفاته وأنزل الله عليه: ﴿الْيَوْمَ أكمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِينًا﴾ .
ولما قبض ﷺ قام بالأمر بعده أبو بكر الصديق ﵁ ثم عمر ﵁ ثم عثمان ﵁ ثم علي كرم الله وجهه ولم تصف له الخلافة بمغالبة معاوية رضوان الله عليهم اجمعين في الأمر وبموت علي ﵁ تمت مدة مدة الخلافة التي نص عليها النبي ﷺ بقوله: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا عضوضا".
وبخلافة معاوية كان ابتداء دولة الامويين وانقرضت بظهور أبي مسلم الخراساني واظهاره دولة بني العباس. فكان أولهم السفاح وظهرت دولتهم الظهور التام وبلغت القوة الزائدة والضخامة العظيمة ثم اخذت في الانحطاط بتغلب الاتراك والديلم ولم تزل منحطة وليس للخلفاء في آخر الأمر إلا الأسم فقط حتى ظهرت فتنة التاتار التي أبادت العالم وخرج هولاكو خان وملك بغداد وقتل الخليفة المعتصم وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد.
ملوك مصر بعد ضعف الخلافة العباسية.
وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ افتتحت الديار المصرية والبلاد الشامية على يد عمرو بن العاص ولم تزل في النيابة أيام الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية وبني العباس إلى أن ضعفت الخلافة العباسية بعد قتل المتوكل بن المعتصم بن الرشيد سنة سبع وأربعين ومائتين. وتغلب على النواعي كل متملك لها فانفرد أحمد بن طولون بمملكة مصر والشام ثم دولة الاخشيد وبعده كافور أبو المسك. ولما مات قدم جوهر القائد من قبل المعز الفاطمي من المغرب فملكها من غير ممانع واسس القاهرة وذلك في سنة أحدى وستين وثلثمائة. وقد المعز إلى مصر بجنوده.
1 / 25