وفي أثناء الحوار كنت أموج بعواطف عنيفة حتى خفت أن يغمى علي. تمثل لي ولي العهد أسطورة ذات جاذبية لا تقاوم، لكنني ترددت عن اتخاذ قرار، ووقعت في العذاب. وذات مساء سمعت خفية أبي وهو يتلو وحده نشيدا من أناشيد الأمير:
إنك جميل، إنك عظيم.
بك يفرح قلب الإنسان،
وتخضر الأشجار والأعشاب،
وترفرف الطيور،
وتقفز الحملان.
فحفظته وأنا في نشوة مسكرة، ورحت أردده وقلبي يتفتح له ويمتلئ برحيقه. انجذبت إليه انجذاب الفراشة إلى النور، وتقرر مصيري بأن أكون الفراشة التي تنجذب إلى النور حتى يهلكها. وغزاني الإيمان بقوة ولطف في موكب مغرد بالأهازيج، واهبا الطمأنينة والسلام. وهمست: يا إلهي الواحد، إني مؤمنة بك، إلى الأبد.
وأظهرت نفسي لأبي وأخذت أردد النشيد، فرمقني مقطبا وهو يتساءل: تسترقين السمع؟
فتجاوزت عتابه وسألته: ما رأيك يا أبي في الصوت الذي سمعه؟
فأجاب ببرود: لا أدري.
Unknown page