أو تضرب الملحاء يوما كله ... ضربا يعرد باليمين القائم فأقبل الحارث وعلى مقدمته ابنه النعمان بن الحارث فحمل على الناس حتى انتهى إليهم, وشد الغلمان من ناحية العسكر, وثبت من كان مع المنذر يوما إلى الليل, وإنما يقاتله في ذلك اليوم الكتيبة الشهباء/ وحدها, ثم راحت الملحاء حين غابت الشمس. وكان المنذر قد جعل على ميمنته فروة بن مسعود بن عامر بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان, وعلى ميسرته قيس بن عامر عم فروة بن مسعود, فقتل فروة من أول الليل فمر به المنذر وهو قتيل, فسأل عنه فأخبر بقتله فقال: كريم صادف مصرعه. وقتل قيس بن مسعود من آخر الليل, وثبت المنذر فقاتل بمن معه, فبينا هو يذمر الناس عرف صوته رجل من بني حنيفة, يقال له شمر بن عمرو, فطعنه تحت إبطه فقتله, وأصبح الناس يؤخذون في كل ناحية وأصيب/ من بني أسد ناس كثير, وأصيب من بني تميم تسعون رجلا منهم شأس بن عبدة.
Page 401