212

وتلاحقت الخيل, فعلم الأعرابي أنه قد وقع. فجعل يلاحظ الحجاج بشق عينه, ثم طفر وانطلق يطير. فقال الحجاج: علي به ألحقونيه في العمر, فلحقوه فقال للذي أخذه: أتراه قاتلي فأعهد. قال: أخاف والله ذاك فاعهد إن كنت عاهدا. قال: والله إن ورائي لكرشا منثورة وقال الحجاج لحاجبه: لا تدعن ثقفيا إلا أحضرته, ثم أذن له. فلما رآه قال: اضربوا عنقه فقال: نشدتك الله في حق الصحبة. فقال: ردوه فرد فقال: هي نفسك إن غادرت حرفا مما قلت لي. قال: وأنا آمن؟ قال: وأنت آمن. قال: فسأله حتى إذا/ بلغ ثقيف قال: على من ذكرت لعنة الله, فقال الثقفيون جميعا: بل عليك لعنة الله. فقال: إني لأحتمل, وعزيز علي أن أحتمل. فقال الحجاج: إن أخذتك بعد ثالثة قتلتك. قال: لا ولا بعد ساعة.

Page 245