مسألة : اختلف الناس في الأمة، فقال بعضهم: جميع أرسل إليه رسول الله عليه السلام فهم أمته، من مؤمن وكافر من الجن والإنسان وكتابي ومجوسي ووثني ويأجوج ومأجوج. ودليله قول خاطب بن أبي بلتعة وقد أرسله رسول الله عليه السلام إلى المقوقس ملك الاسكندرية فخاطبه فكان مما/ خاطبه أن قال: ولعمري ما بشارة موسى لعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد عليه السلام. وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الانجيل، وكل نبي أدرك قوما فهم من أمته فالحق عليهم أن يطيعوه، فأنت ممن أدرك هذا النبي عليه السلام. ودليله أيضا قول رسول الله وسلم، وذلك أنه كان في سفر فنزل عليه جبريل عليه السلام بقول الله تعالى: { يا أيها ........... شديد } (¬1) . فقال عليه السلام: «أتدرون أي يوم هذا قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: يوم يقول الله عز وجل لآدم: قم ابعث بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة. هناك يشيب الصغير ويهرم الكببير/ وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين نحن يومئذ يا رسول الله. فقال عليه السلام: ابشروا فإن معكم خليفتين قل ما كانتا في شيء إلا أكثرتاه، يأجوج ومأجوج. تسع وتسعون وتسعمائة في النار وواحد منكم إلى الجنة» (¬2) .
Page 245