عنه وأن تحدث عنه وأن تخبر عنه فتقول: حدثني وروى لي وأخبرني. وأما إذا قرأ عليك الكتاب فلا حتى يقول: قد صح عندي جميع ما في هذا الكتاب فأروه عني. أو: حدث عني. وإن قرأ عليه أحد من الناس وأن تسمع وأظهر الإجازة إلى أحد من أصحابه فلا يحدث عنه غيره. وأما إذا أطلق الإجازة على الحاضرين وأنت منهم فلا بأس. وإن أردت أن تقول حدثني فق: قرأت عليه. وأما إذا ناوله الكتاب أو أرسله إليه مع ثقة أو كتب في أسفله علامة أو أخبر أنه قرئ عليه وصح أو كتب إليه بالإجازة فأجازه، قال بعضهم: هذا كله مرسل الحديث.
فصل
وإذا حدث عن الشيخ فقال الشيخ: لم أعقل أو لم أحدثك أو لم/ أخبرك وقال الآخر: بل حدثتني وأخبرتني. فليس في هذا كله تجريح للراوي ولا للمروي لجواز السهو والغلط عليهما أو على أحدهما. وأما إذا قال الشيخ: ليس عندي هذا الحديث أو لم أقله. وقال الراوي: بل هو عندك وقال الشيخ لم أحفظه. وقال الراوي: بل حفظناه عنك. فقال الشيخ: احفظت؟ فقال: نعم. صح الحديث. ويجوز للشيخ أن يرويه عن تلميذه عن نفسه فيقول: حدثني فلان عني بسنده. كما جرى للربيع بن حبيب رضي الله عنه مع أبي عبيدة مسلم رضي الله عنه (¬1) . وكذا جرى لمالك مع عبدالله بن وهب فكان مالك إذا حدث بالحديث قال: حدثني عبدالله بن وهب عن مالك عن فلان عن فلان. وأما إن تمادى الشيخ في (¬2) إنكاره فأطرح ذلك الحديث كالذي جرى للزهري حين قال عن رسول الله عليه السلام:
«
Page 206