190

Cadl Wa Insaf

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

... ومن البغي أن يحرج العالم على الضعيف ويكلفه أن يعلم مثل ما علمه (أو يحرج) (¬1) الجاهل على العالم أن علم ما لا يعلمه الجاهل، فمن قطع منهما عذر صاحبه فمقطوع العذر. ومنه قول جابر بن زيد رضي الله عنه (¬2) : لا يقول العالم للجاهل: اعلم مثل علمي وإلا قطعت عذرك، (ولا يقول الجاهل للعالم: ارجع إلى جهلي وضعفي وإلا قطعت عذرك. وإن قال العلم للجاهل اعلم مثل علمي وغلا قطعت عذرك (قطع الله عذر العالم)، وإن قاله الجاهل للعالم قطع الله عذر الجاهل وأيهما قاله لصحابه فقد ظلم والبادئ أظلم. { ولمن ........ سبيل } / (¬3) وهذا الذي كنا نقول في فروع الديانات، وأما في أصولها فلا؛ لأن الله عز وجل

تولى الحم فيها، والرسول عليه السلام تولى الإيضاح والبيان عنها. وعلى (¬4) سائر المؤمنين الرضا والتسليم لها.

أما الوجهان الأولان فلحب سسبيلهما، وقرب دليلهما، وسهل أصولهما. وأما الثالث فلن يهدي له إلا من أتاه الله من التبصرة ما يخلص به الأثير من الهواء، والهواء من الماء، والماء من الثرى، مع توفيق ومن يكب زنده، ومن يرد الله به شرا أتاه الله الحين من العين. وجميع ما يحتاجه أهل القرآن للقرآن يحتاجه أهل الحديث للحديث وزيادة ما ذكرنا.

باب النقل

Page 190