Cadd Tanazuli
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Genres
شيبارد :
رأيت جزيرة أندروس توا، وشاهدت الشعاب المرجانية.
ربما كانت روسيا تمتلك الصواريخ الكبيرة، إلا أن أمريكا كان لديها أطقم عمل التليفزيون والسينما، وهو أمر من شأنه أن يقدم ميزة مؤثرة وقوية في معركة نيل المكانة العالمية. على حد تعبير صحيفة «إيفنينج نيوز» التي تصدر في مدينة لندن: «لقد فعلوها في وضح الدعاية المبهر.»
بعدها بثلاثة أسابيع، بعد ظهيرة 25 مايو، دخل كينيدي في دائرة الضوء نفسها عندما ألقى خطابا في جلسة مشتركة للكونجرس فيما سماه الرسالة الثانية لحالة الاتحاد. تناول خطابه، الذي كان يبث بثا مباشرا، عددا من الموضوعات، وقال فيه: «هذه أوقات استثنائية، ونحن بصدد تحد استثنائي.» تحدث عن الاقتصاد، مقترحا برنامجا جديدا للتدريب الوظيفي، وخصما ضريبيا لتشجيع الاستثمار، لكنه تحدث في جانب كبير من خطابه عن الحرب الباردة.
دعا كينيدي إلى إعداد الجيش وقوات المشاة البحرية (المارينز). حث المواطنين على بناء الملاجئ الآمنة للوقاية من الغبار الذري المتساقط من جراء الهجوم النووي. اقترح زيادة المعونة الخارجية، فضلا عن توفير مزيد من التمويل لإذاعة «صوت أمريكا» كوسيلة لمواجهة حرب الدعاية الشيوعية. وقرب نهاية الخطاب، قدم إلى ناسا ميثاق عملها والمهمة المنوطة بها التي بلورت دورها في العقود التي أعقبت ذلك:
إذا كنا نريد أن ننتصر في المعركة الدائرة في كل أرجاء العالم بين الحرية والطغيان، إذا كنا نريد أن ننتصر في معركة الظفر بعقول الناس؛ فقد أوضحت الإنجازات الهائلة التي تحققت في مجال الفضاء خلال الأسابيع الأخيرة لنا جميعا، مثلما أوضحت «سبوتنيك» في عام 1957، أثر هذه المغامرة على عقول البشر في كل مكان، الذين يحاولون أن يتخذوا قرارا بالطريق الذي عليهم أن يسلكوه.
حان الوقت الآن لاتخاذ خطوات أكبر، لتحقيق إنجاز أمريكي عظيم وجديد، لأن تلعب هذه الأمة دورا رائدا وواضحا في إنجازات الفضاء، الذي ربما سيكون من نواح كثيرة مفتاح مستقبلنا على الأرض.
أعتقد أن هذه الأمة يجب أن تلزم نفسها بتحقيق الهدف، قبل نهاية هذا العقد، وهو إنزال إنسان على سطح القمر والعودة به سالما إلى الأرض. لا يوجد مشروع فضائي واحد في هذه الفترة أكثر إثارة، أو أكثر إبهارا للبشرية، أو أكثر أهمية في مجال استكشاف الفضاء على المدى الطويل. وليس ثمة مشروع فضائي يستحيل تنفيذه لصعوبته أو ارتفاع تكاليفه.
9
كان اختيار هذا الهدف يلبي عدة متطلبات. كان الهدف يتجاوز قدرة الصواريخ في عام 1961، بما في ذلك الصاروخ «ساتورن»، وكانت موسكو ستحظى بميزة بسيطة بفضل ريادتها الحالية. كان الهدف يتطلب تطوير صواريخ من نوع جديد تماما، وهو ما قد يشمل أيضا الصاروخ «نوفا»؛ ومن ثم فمن شأنه أن يغير من شروط المنافسة؛ وعليه، فبدلا من أن يجعل الولايات المتحدة تسعى إلى اللحاق بقدرات الصاروخ «آر-7» في المستقبل القريب، كان على الاتحاد السوفييتي أن يحشد قدراته الفنية والصناعية إزاء قدرات صاروخية أكبر كثيرا للولايات المتحدة.
Unknown page