195

Cabd Rahman Nasir

عبد الرحمن الناصر

Genres

قال سعيد: «أنت تعلمين حبي للأمير عبد الله، وقد كنت عنده معززا مكرما، ولكنني أعلم أنه يعرف مقر أخيك، وقد خشيت إذا استجوبه الخليفة أن يدله عليه فيقتله، فأشرت على الناصر بأن يبادر إلى قتل عبد الله وقتل رفيقه دون مواجهتهم، وقد فعل. ألا تعدين ذلك فضلا لي؟»

فانطلت حيلته عليها وصدقته وقالت: «صدقت.»

قال سعيد: «وتقولين إنك ربما تحبينني إذا أنقذت أخاك؟»

قالت الزهراء: «أتريد أن أخدعك؟! هذا ما أشعر به، وسنرى!»

قال سعيد: «لا أفعل شيئا لا يرضيك، وسترين، وأنا راض بتأجيل الحب حتى تتأكدي من خدماتي. فقولي الآن هل تذهبين؟»

قالت الزهراء: «إلى أين؟ ومتى؟»

قال سعيد: «تذهبين معي الليلة إلى أرباض قرطبة حيث تلاقين أخاك كما قلت لك.»

فرفعت نظرها إليه وقالت: «كيف أذهب؟»

فحدق في عينيها تحديقا شديدا وقال: «تذهبين متنكرة على بغلة بثياب صاحب البريد ومعك جوهر الخادم، وأنا ألاقيك خارج هذا القصر ونذهب معا، وسترين أني صديق صادق. قولي: نعم، قولي، لا تخافي، فما فاز باللذات غير الجسور!»

فأحست بضعف الإرادة، فنهضت وهي تتنهد وكأنها تتأهب للخروج وقالت: «متى أخرج؟»

Unknown page