26

فكان كل ما فتح الله به علي: «إني أحب الكلاب.»

ولم أكن صادقا في ذلك، فما أحب الكلاب ولا أطيقها، وما رأيت قط كلبا - ولو كان ميتا - إلا ذهبت أفكر بسرعة في أقرب مستشفى للكلب ...

وسمعتها تقول: «لا شك أنك تحبها، وإلا لما جريت وراءه هكذا.»

فقلت: «نعم، إني أحب ... أحبها ... هل تحبينها؟»

قالت: «نعم، حبا جما.»

قلت: «أنا كذلك، أحبها حبا جما.»

قالت: «بعض الناس لا يحبونها.»

قلت: «صحيح، أنا ... مثلا ... أحبها ... أحبها كثيرا.»

ثم كأنما انحلت عقدة لساني، ونزلت عليه الفصاحة والبيان، فقلت من غير أن أتلعثم أو أتأتئ أو أفأفئ: «أحب الكلاب بأنواعها؛ القلطي والسلوقي والمالطي والأرمنتي والبول دوج والثعلبي، وأحب هريرها ونباحها وهوهوتها، وأحب لعبها وعبثها وعضها.»

وخانني بياني فأمسكت، فقالت: «يظهر أنك تحب الكلاب.»

Unknown page