165

Butulat Urta Sudaniyya Misriyya

بطولة الأورطة السودانية المصرية في حرب المكسيك

Genres

إدريس أفندي نعيم: أعرفه جيدا، وهو بصلة القرابة ابن عم والدي، وفعلا سبق والدي إلى مصر؛ لأنه كان بحامية مصوع. ولما أن وصل والدي إلى مصر نزل في منزله بمعادي الخبير، وكان إذ ذاك المرحومون القائمقام صالح بك حجازي، والبكباشي عبد الله سالم أفندي، والصاغ فرج أفندي وني، وكثير من الضباط السودانيين والسناجق الباشبوزق الذين حضروا مع المرحوم خشم الموس باشا وسكنوا بالمعادي. أما خدماته فكانت بهرر وزيلع وتاجورة وسنهيت ومصر سنة 1881 فمصوع، وإن بعضا منهم رافق ساكن الجنان سمو الأمير حسن للحبشة. (4)

الصاغ فرج أفندي وني: آخر خدماته كانت بحامية كسلا، وله مواقف مشهورة ما بين سنة 1884 وسنة 1885 وانتصارات عديدة في مواقع الجمام والعشرة وقلوسيت، وكان معه المرحوم اليوزباشي (بكباشي) فضل الله حبيب، وقتل في واقعة قلوسيت، كما قتل اليوزباشي حديد أفندي فرحات الذي ترقى من جاويش إلى ملازم ثان بعد عودة الأورطة من المكسيك. أما خدماته (الصاغ فرج وني) السابقة لسنة 1881 فكانت بحامية زيلع وتاجورة ومصوع وسنهيت. ولطول المدة من سنة 1867 وصل إلى رتبته الأخيرة. (5)

البكباشي عبد الله أفندي سالم، آخر خدماته كانت بحامية الجيزة والقلابات. وبعد سقوط السودان عاد عن طريق مصوع فسواكن فمصر، وإنه خدم بحامية هرر ومصوع وسنهيت. ومعرفتي لهم كانت حقيقية، كما سبق وقلت إن والدي لما أن حضر من كسلا نزل بهم بالمعادي، وعلى كل كنت أود أن أكون بمصر كي أتمكن من جمع ما يمكن جمعه، وإن شاء الله سأرسل كل ما يصل إلي من المعلومات.

6

وأرسل إلينا حضرة الفاضل محمد أفندي عبد الرحيم - من موظفي حكومة السودان ومحاسب بمديرية دارفور بالفاشر - بتاريخ 24 نوفمبر سنة 1933، يثني على ما نشرناه عن الأورطة السودانية المصرية بالمكسيك ويعرفنا بنفسه، وجاء في آخر كتابه ما نصه:

هذا؛ ومما أوضحته تعلمون سموكم بأنني أكثر السودانيين علما بتاريخ هذه البلاد، ولي في الرد على ما حاكته أقلام الأجانب مواقف مشهورة. راجع مقالاتي بالمقطم تحت عنوان «ضوء جديد على مصير الجنرال غوردون باشا» بالعدد 12991 في أول نوفمبر سنة 1931، والعدد 12997 في 8 نوفمبر سنة 1931، وقد تجدون شيئا عن بعض الضباط الذين تريدون إتمام الكلام عنهم. وبمذكراتي ما بها من أخبار كثيرة عنهم، وهم كصالح بك حجازي، وفرج بك عزازي، ومحمد بك سليمان، وأبي بكر بك الحاج، وغيرهم. وسأوافيكم بها في فرصة أخرى، هذا وإن تشابهت لديكم السبل وتنكرت معالم الحقيقة، فعبدكم الخاضع يرى أسعد أوقاته ما يقضيه بين المحابر والطروس؛ لتدوين ما تريدون الوقوف عليه من أخبار السودان الماضية.

وقد رجعنا إلى ما نشره بعددي المقطم الأغر اللذين أشار إليهما في رسالته السابقة، فوجدنا بالعدد 12997 عن اللواء فرج باشا الزيني، والقائمقام بخيت بك بطراكي ما نصه:

لما رفض المهدي قبول منصب السلطنة على السودان الغربي، وأخذ يلح على الجنرال غوردون في التسليم والانخراط في سلك أنصاره؛ تميز الجنرال غيظا وحسر عن ساعد الجد وعول على الدفاع، فأخذ يرسم خططه، وكانت المدينة محاطة بخندق عميق من النيل الأبيض إلى النيل الأزرق يمثل نصف دائرة، له ثلاثة أبواب، وهي: «أ» باب الكلاكلة مما يلي النيل الأبيض، و«ب» باب المسلمية، وهو في مكان محطة سكة الحديد بالخرطوم الآن، و«ج» باب بري مما يلي النيل الأزرق، وذلك من أعمال عبد القادر باشا حلمي، فزاد الجنرال غوردون في تقوية الأخيرة، وشيد سورا من وراء الخندق - إلى أن قال - وكان في الخرطوم 12 باخرة سلحها بالمدافع، وفيها من الجنود 5 أورط نظامية اثنتان من الجنود المصرية، وثلاث من السودانية، و25 أرديا من الباشبوزق، فجند 7 أرادي أخرى، وهذا علاوة على المتطوعين من الموظفين والأعيان - إلى أن قال - فقسم الجنرال تلك القوات إلى خمسة أقسام؛ قسم بقيادة الميرألاي حسن بك البهنساوي المصري، ناط به الدفاع عن الطابية الأولى؛ أي طابية الكلاكلة، وقسم بقيادة اللواء فرج باشا الزيني السوداني، ناط به الدفاع عن طابية المسلمية، وقسم بقيادة القائمقام بخيت بك بطراكي السوداني، ناط به الدفاع عن طابية بري - إلى أن قال - وفي مساء 25 يناير سنة 1885، جاز المهدي النيل الأبيض على فلائك صغيرة في جنح الظلام، ولم يكن معه إلا خلفاؤه وبضعة أشخاص من حاشيته، ودعا إليه أمراء جنده وأمرهم بالهجوم في غسق الليل، ثم حضهم على الثبات وودعهم ودعا لهم بخير، وأذن لهم في الانصراف إلى مراكزهم في خط النار، وقفل هو راجعا لأم درمان. فما كاد يصل حتى سمع الناس دويا عظيما يكاد يصم الآذان، وهب المحصورون من سباتهم وأطلقوا صواريخ لإنارة الأفق لكي يتبينوا طريق الهاجمين، وهناك أطلقوا النار عليهم، إلا أن العدو تمكن من كسر الضلع اليمنى، واجتاحوا قوة الأميرألاي حسن بك البهنساوي، ولكنهم لم يدخلوا المدينة، بل عرجوا إلى باب المسلمية، فهزم الجنود إلى داخل المدينة وتبعهم الأنصار يعملون السيف في رقابهم - إلى أن قال - أما القتلى من الضباط والأعيان فهم القائمقام بخيت بك بطراكي، وقد دافع دفاع الأبطال، واللواء فرج باشا الزيني، وقد فر من الميدان بعد أن خلع بذلته العسكرية، ولكن قبض عليه، ولما فتش وجدت معه ساعة ذهب وخاتم نقش عليه اسمه فقتلوه ... إلخ، إلخ. ا.ه.

7

ثم طلبنا منه أن يوافينا بمعلوماته عن أشخاص من يعرفهم ممن ورد ذكرهم في رسالتنا، فجاء منه في 5 يناير سنة 1934 الخطاب الآتي، وهو ما بعد الديباجة:

Unknown page