عرف الشَّيْطَان فَعَصَاهُ وَالثَّالِثَة من عرف الْحق فَاتبعهُ وَالرَّابِعَة من عرف الْبَاطِل فاجتنبه وَالْخَامِسَة من عرف الدُّنْيَا فَأَعْرض عَنْهَا وَالسَّادِسَة من عرف الْجنَّة فطلبها
فَالله الله عباد الله اجتهدوا فِي طَاعَة الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَاجْتَنبُوا كيد الشَّيْطَان الرَّجِيم
١٧ - من رأى إِبْلِيس من الصَّحَابَة وَالصَّالِحِينَ
رُوِيَ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ ﵁ قَالَ رَأَيْت إِبْلِيس اللعين فِي الْمَنَام منكوسا فهممت أَن أقرعه بالعصا فَقَالَ لي يَا أَبَا سعيد أما علمت أَنِّي لَا أَخَاف من الْعَصَا وَلَا من الأسلحة قَالَ فَقلت لَهُ يَا مَلْعُون فَمَا الَّذِي تخافه قَالَ أَخَاف من شَيْئَيْنِ أَحدهمَا استعاذة المستعيذين وَالثَّانِي شُعَاع معرفَة الصَّادِقين
أعوذ بِاللَّه مِمَّن لَا يشفق على نَفسه أعوذ بِاللَّه مِمَّن لَا يبكي على رمسه أعوذ بِاللَّه مِمَّن لَا يقدم ليومه من أمسه
حُكيَ عَن الْجُنَيْد ﵀ عَلَيْهِ أَنه قَالَ رَأَيْت إِبْلِيس فِي الْمَنَام عُريَانا يتلاعب بِالنَّاسِ فَقلت أما تَسْتَحي من النَّاس فَقَالَ الملعون بِاللَّه عَلَيْك هَؤُلَاءِ عنْدك نَاس
لَو كَانُوا من النَّاس مَا تلاعبت بهم كَمَا يتلاعب الصّبيان بالكرة فَقلت لَهُ يَا مَلْعُون وَمن النَّاس قَالَ ثَلَاثَة نفر بِمَسْجِد الشِّيرَازِيّ كَذَا سمي الْمَسْجِد أمرضوا كَبِدِي وأنحلوا جسمي كلما هَمَمْت بهم أشاروا إِلَى الله تَعَالَى فأكاد أَن أحترق قَالَ الْجُنَيْد فانتبهت وَقد بَقِي من اللَّيْل بَقِيَّة فَخرجت إِلَى الْمَسْجِد الَّذِي ذكر الملعون فدخلته فَإِذا بِثَلَاثَة نفر قعُود رؤوسهم فِي مرقعاتهم فَقَالَ لي أحدهم يَا أَبَا الْقَاسِم أَنْت كلما قيل لَك شَيْئا تقبله يَا أخي اعْلَم أَن من تعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم فقد ثَبت على الدّين القويم وَذَلِكَ أَن الله سُبْحَانَهُ أخبر عَن إِبْلِيس اللعين ﴿لأقعدن لَهُم صراطك الْمُسْتَقيم﴾ الْأَعْرَاف ١٦ وَذَلِكَ أَنه بَعثه الله تَعَالَى قَاطعا طَرِيق الدّين كَمَا أَن اللُّصُوص قطاع لطريق الدُّنْيَا على الْمُسلمين فإبليس لَعنه الله قَاطع طَرِيق العقبى ليصدكم عَن الْحق وَالْهدى فَإِذا استعذت مِنْهُ هرب مِنْك وَلم يقدر على قطع طَرِيق الدّين
١٨ - وقاية الله من إِبْلِيس
قَالَ الله سُبْحَانَهُ ﴿وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ فاستعذ بِاللَّه﴾
1 / 18