الصِّرَاط وَنَجَا من الْعَذَاب الْأَلِيم وَصَارَ إِلَى جنَّة الْخلد وَدَار النَّعيم
وَرُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه قَالَ (مَا آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر من بَات شبعان وجاره جوعان أَو بَات رَيَّان وجاره عطشان) وَمن كَرَامَة حفظ الْجَار أَن توقظه من الغفلات تلهمه إِلَى الطَّاعَات وتأمره بِإِقَامَة الصَّلَوَات
١٠٦ - تعلق الْجَار بالجار
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن الْجَار يتَعَلَّق بجاره يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُول يَا رب جاري هَذَا خانني فِي الدُّنْيَا
فَيَقُول الله ﵎ لم خُنْت جَارك فَيَقُول وَعزَّتك وجلالك مَا خنته لَا فِي مَال وَلَا فِي أهل وَأَنت أعلم بذلك
فَيَقُول لَهُ جَاره مَا فعلت ذَلِك وَلَكِن رَأَيْتنِي على الْمعاصِي فَلم تزجرني عَنْهَا فَيُؤْمَر بِهِ وبصاحبه إِلَى النَّار وَلَا يغْفر الله لَهما
وَمَا من عبد مُسلم أَو أمة مسلمة حفظ جَاره وَأمره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَاهُ عَن الْمُنكر إِلَّا جوزه الله ﵎ على الصِّرَاط قبل الْعباد بِخَمْسِمِائَة عَام
١٠٧ - الْوَصِيَّة بِحِفْظ الْجَار
وَرُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (لقد أَوْصَانِي رَبِّي لَيْلَة أسرِي بِي بِحِفْظ الْجَار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه) وَبَعض الْعلمَاء يرى شَفَاعَة الْجَار
فَكل من حفظ الْجِيرَان فقد أطَاع الرَّحْمَن وأسخط الشَّيْطَان وَعمل بِالسنةِ وَالْقُرْآن
رُوِيَ أَن الرجل الصَّالح وَالْمَرْأَة الصَّالِحَة يشفعان يَوْم الْقِيَامَة فِي سبعين من جيرانهما ويجوزانهم على الصِّرَاط
عباد الله من حفظ الْجَار نجا من النَّار وَجَاز الصِّرَاط إِلَى دَار الْقَرار وَمن حفظ الْجَار فقد عمل بِالسنةِ وَالْكتاب وأطاع الْملك الْوَهَّاب وأسخط الشَّيْطَان اللعين الْكذَّاب وَمَا من جَار يلقى جَاره الْمُسلم فَيسلم عَلَيْهِ إِلَّا غفر الله لجاره وَلَو كَانَ لَهُ ألف جَار
حفظ الْجَار قربَة ووسيلة ودرجة عِنْد الله وفضيلة
وأنشدوا
1 / 62