291

Bustān al-Wāʿiẓīn wa-Riyāḍ al-Sāmiʿīn

بستان الواعظين ورياض السامعين

Editor

أيمن البحيري

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Edition

الثانية

Publication Year

١٤١٩ - ١٩٩٨

Publisher Location

لبنان

وَقد سَمَّاهُ فِي كِتَابه سِرَاجًا منيرا وَوصف من اتبع أمره وسنته وأحبه بِنور الْقلب قَالَ الله تَعَالَى ﴿أَفَمَن شرح الله صَدره لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ على نور من ربه﴾ الزمر ٢٢ وَوصف من خَالف دينه وَمن لم يُؤمن بِهِ بظلمة الْقلب قَالَ تَعَالَى ﴿وَمن لم يَجْعَل الله لَهُ نورا فَمَا لَهُ من نور﴾ النُّور ٤٠ فمالكم عباد الله غافلون عَن هَذِه الْفَضِيلَة وَالنعْمَة الدائمة الجزيلة وأنشدوا
(صلوا على نور تزايد فخره ... يَعْلُو على الْأَنْوَار والألباب)
(مُحَمَّد زين الْخلق شرقا ومغربا ... وَخير شَفِيع نَاطِق بصواب)
(وَخير حبيب للإله نَبينَا ... وَخير رَسُول عَامل بِكِتَاب)
(أَتَى الْخلق والأصنام تعبد جهرة ... وبوأهم إِبْلِيس شَرّ مآب)
(فأنقذ بِالنورِ الْبَهِي عباده ... وبوأهم بالد ين حسن مآب)
(فصلوا على خير الْخَلَائق كلهم ... لتستوجبوا يَا قوم خير ثَوَاب)
عباد الله تَعَاهَدُوا الصَّلَاة على حبيبنا مُحَمَّد ﷺ لِأَن الله تَعَالَى إِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ خيرا يسر لِسَانه للصَّلَاة على مُحَمَّد ﷺ وَإِذا أَرَادَ بِعَبْدِهِ شرا حبس لِسَانه عَن الصَّلَاة على مُحَمَّد ﷺ فَيكون ذَلِك سَببا لسواد وَجهه كَمَا أَن الصَّلَاة لتنوير الْقلب
وَأما قَضَاء الْحَوَائِج والأوطار
٤٦٥ - الصَّلَاة تحل العقد
فَمَا رُوِيَ أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ (من عسرت عَلَيْهِ حَاجَة فليكثر من الصَّلَاة عَليّ فَإِنَّهَا تحل العقد وَتكشف الْهم والحزن وتكثر الأرزاق) وأنشدوا
(كم بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَازَ من رجل ... وَكم رَأَيْت بهَا فِي الشدَّة الفرجا)
وَأما النجَاة من عَذَاب دَار الْبَوَار
٤٦٦ - الصِّرَاط وَالصَّلَاة
فَمَا رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه قَالَ (الصَّلَاة عَليّ نور على الصِّرَاط) وَمن كَانَ على الصِّرَاط من أهل نور الْإِيمَان وَكَثْرَة الصَّلَاة على رَسُول الله ﷺ رَسُول الْملك الرَّحْمَن فَلَا يكون من أهل الهوان فِي سموم النيرَان بل يكون من أهل الْأمان فِي نعيم الْجنان وَأما دُخُول دَار الرَّاحَة والقرار

1 / 300