Bustān al-Wāʿiẓīn wa-Riyāḍ al-Sāmiʿīn
بستان الواعظين ورياض السامعين
Editor
أيمن البحيري
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤١٩ - ١٩٩٨
Publisher Location
لبنان
٤١١ - يَوْم عَاشُورَاء وَقتل الْحُسَيْن
فالعجب كل الْعجب من بعض جهلة النَّاس الَّذِي يذمون يَوْم عَاشُورَاء ويسمونه يَوْم النحس لقتل الْحُسَيْن ﵁ فِيهِ وَهَذِه غَايَة السخافة فِي الْجَهَالَة وَفِي معاندة الْأَخْبَار عَن رَسُول الله ﷺ ومبالغة فِي الرَّد على صَاحب الشَّرِيعَة فِي قَوْله بفضائل يَوْم عَاشُورَاء وَلَوْلَا الْبَغي والعداوة لعدوا ذَلِك من فَضَائِل الْحُسَيْن ﵁ إِذا اسْتشْهد فِي مثل هَذَا الْيَوْم الشريف كَمَا أَن الْوَاحِد منا يَمُوت لَهُ قريب فِي لَيْلَة الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْقدر أَو يستشهد يَوْم الْجُمُعَة أَو يَوْم عَرَفَة فَيكون من فضائله أَو يعد من مناقبه فَكَذَا الْحُسَيْن
هَذَا وَرَسُول الله ﷺ أخبرهُ جِبْرِيل ﵇ بقتْله
٤١٢ - الْحُسَيْن وجده
قَالَت أم سَلمَة ﵂ كَانَ رَسُول الله ﷺ مَعَ الْحُسَيْن فِي منزلي إِذْ دخل عَلَيْهِمَا فطالعتهما من الْبَاب فَإِذا الْحُسَيْن على صدر رَسُول الله ﷺ يلْعَب وَفِي يَد رَسُول الله ﷺ قِطْعَة من طين ودموعه تجْرِي على خديه فَلَمَّا خرج الْحُسَيْن دخلت إِلَيْهِ وَقلت لَهُ بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله اطَّلَعت عَلَيْك وَفِي يدك طِينَة وَالصَّبِيّ على صدرك وَأَنت تبْكي فَقَالَ لَهَا النَّبِي ﷺ إِنِّي لما فرحت بِهِ وَهُوَ على صَدْرِي يلْعَب إِذْ أَتَانِي جِبْرِيل ﵇ وناولني الطينة الَّتِي يقتل عَلَيْهَا الْحُسَيْن فَلذَلِك بَكَيْت
٤١٣ - رُؤْيا ابْن عَبَّاس لمقتل الْحُسَيْن
وَقيل رأى ابْن عَبَّاس ﵁ فِي مَنَامه يَوْم قتل الْحُسَيْن رَسُول الله ﷺ وَبِيَدِهِ قَارُورَة وَهُوَ يلتقط شَيْئا من الأَرْض قَالَ فَقلت لَهُ مَا هَذَا يَا رَسُول الله قَالَ قتل وَلَدي الْحُسَيْن وَلم أزل مُنْذُ ذَلِك الْيَوْم ألتقط دَمه من الأَرْض وأجمعه فِي القارورة وأرفعه إِلَى الله تَعَالَى
فَكَانَ كَمَا رأى ﵁
وَقيل لما خرج الْحُسَيْن إِلَى الْعرَاق خَوفه أَهله وجزعوا فَلَمَّا رأى جزعهم أنشأ يَقُول
(سأمضي فَمَا فِي الْمَوْت عَار على الْفَتى ... إِذا مَا نوى حَقًا وَحَارب مجرما)
(وواسى الرِّجَال الصَّالِحين بِنَفسِهِ ... وَخَالف مثبورا وَوَافَقَ مُسلما)
(وجاهد فِي الرَّحْمَن حق جهاده ... كفى بك ذلا أَن تعيش فتغرما)
1 / 261