193

Bustan Wacizin

بستان الواعظين ورياض السامعين

Investigator

أيمن البحيري

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية-بيروت

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٩ - ١٩٩٨

Publisher Location

لبنان

(مَاذَا لَقِيتُم وماذا بعد قيل لكم ... لما فقدتم من الأجساد أرواحا)
(يعزز عَليّ بأبدان منعمة ... أَمْسَى بهَا الدُّود جوالا وسواحا)
(النَّاس فِي غَفلَة عَمَّا يُرَاد بهم ... من كَانَ ذَا بصر فالصبح قد لاحا)
٣٢٨ - حِكَايَة عَن ابْن السماك
حُكيَ عَن ابْن السماك ﵀ أَنه حضر يَوْمًا جَنَازَة فَلَمَّا نظر إِلَى الْقُبُور بَكَى وَقَالَ لأَصْحَابه معشر الإخوان أَلا متأهب لمَوْت يُوصف لَهُ يرَاهُ أَمَامه أَلا مستعد ليَوْم فقره ونزوله إِلَى حفرته وقبره أَلا شَاب عازم قد بارز لمنيته أَلا من لَيْسَ يُغَيِّرهُ شباب مَتنه وَلَا شدَّة قوته إِلَّا شيخ قد بَادر لانقضاء مدَّته فشمر السّير فِيمَا بَقِي من رمقه مَاذَا ينْتَظر من دفن أَبَاهُ وقر أمه وأخاه مَا فَرح من الْقَبْر مَأْوَاه وَالتُّرَاب فرَاشه وغطاه
وأنشدوا
(أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا بلَاء وفتنة ... وَبينا الْفَتى فِيهَا مهاب مسود)
(إِذا انقلبت عَنهُ وَزَالَ نعيمها ... فاصبح من ترب الْقُبُور يمهد)
(فَكُن خَائفًا للْمَوْت والقبر بعده ... وَلَا تَكُ مِمَّن غره الْيَوْم أَو غَد)
حُكيَ عَن بعض الصَّالِحين ﵀ أَنه قَالَ دخلت على مَرِيض وَهُوَ فِي شدَّة السكرات فَقلت لَهُ كَيفَ تجدك فَبكى ثمَّ قَالَ
(رحلت عَن الدُّنْيَا وَقَامَت قيامتي ... غَدَاة أقل الحاملون جنازتي)
(وَعجل أَهلِي حفر قَبْرِي وصيروا ... خروجي وتعجيلي إِلَيْهِ كَرَامَتِي)
(كَأَنَّهُمْ لم يعرفوا قطّ صُورَتي ... غَدَاة أَتَى يومي عَليّ وساعتي)
إخْوَانِي مَا هَذَا لمن مضى بل وَالله لمن مضى وَلم بَقِي لَا بُد من الْقَبْر ووحشته وَمن الْمَوْت وسكرته فانظروا لأنفسكم مَا دَامَ ينفعكم وتفكروا فِي وَحْشَة الْقَبْر مَا دَامَ التفكر يُبَاح لكم من قبل وُقُوع السكرة ونزول الْحَسْرَة وَحَيْثُ لَا تقال العثرة
فَإِن الْأَيَّام غرور وَهِي طَرِيق إِلَى الْقُبُور
وأنشدوا
(مَا للمقابر لَا تجيب ... إِذا دعاهن اللبيب)
(حفر يستر فوقهن من ... الجنادل والكثيب)
(فِيهِنَّ أَطْفَال وولدان ... وشبان وشيب)
كم من حميم لم يكن ... نَفسِي بفرقته تطيب)

1 / 201