(قال الفقيه) رحمه الله: كره بعض الناس أكل الثوم وأباحه الآخرون. فأما من كرهه فقد ذهب إلى ما روى القاسم مولى لأبي بكر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها من فيه)) يعني من الثوم. وروي عن ابن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يؤذنا في مسجدنا وليجلس في بيته)) وسئل عن الثوم ينظم في خيط فيجعل في الكباج فكرهه، قيل له إنه لا يصلح إلا به؟ فقال لا خير في طعام لا يصلح إلا به. أما من أباحه فقد ذهب إلى ما روى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال ((أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرقة فيها ثوم فأرسل بها إلى أبي أيوب الأنصاري، فقال أبو أيوب يا رسول الله آكل شيئا كرهته؟ فقال إنما كرهته لأني أناجي جبريل فيجد ريحه)) وروى سفيان عن عبد الله عن أبي يزيد عن أبيه قال ((نزلت على أم أبي أيوب الأنصاري فحدثتني أنهم تكلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فيه بعض من هذه البقول، فأتوه به، فكرهه وقال لأصحابه كلوه فإني لست كأحدكم إني أخاف أن أوذي صاحبي جبريل)) وعن ابن سيرين أنه قال: كان يدلس لابن عمر الثوم فيجعل في الخيط فيترك في القدر حتى إذا نضج بما فيه رفع الخيط بما فيه. وعن محمد بن الحسن بن علي أنه قال: نحن آل محمد نأكل الثوم والبصل والكرات. وقال أبو الليث: سألت الفقيه عن إباحته فقال نبيحه.
الباب الثامن والأربعون: ما قيل في المروءة
Page 339