(أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة محزون ولم تتكلم)
(فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المسلم)
وقال آخر:
(أشارت بأطراف كأن بنانها ... أنابيب در قمعت بعقيق)
(وقالت: كلاك الله في كل مشهد ... مكانك في قلبي مكان شقيق)
(فهذا ما في الوحي والإشارة).
الاستعارة:
وأما الاستعارة فإنما احتيج إليها في كلام العرب لأن ألفاظهم أكثر من معانيهم، وليس هذا في لسان غير لسانهم، فهم يعبرون عن المعنى الواحد بعبارات كثيرة، وربما كانت مفردة له، وربما كانت مشتركة بينه وبين غيره، وربما استعملوا بعض ذلك في موضع بعض على التوسع والمجاز، فيقول إذا سأل الرجل شيئا فبخل به عليه: "لقد بخله فلان، وهو لم يسأله ليبخل، إنما سأله ليعطيه، لكن البخل لما ظهر منه عند مسألته إياه جاز في توسعهم ومجاز قولهم أن ينسب ذلك إليه، ومنه قول الشاعر:
Page 115