وأما السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء)). وروي ذلك موقوفا على عبد الله بن مسعود. فروى عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية أنه قال: قلت: يا أبت، إن الجهمية يزعمون أن الله لا يتكلم بصوت، فقال: كذبوا، إنما يدورون على التعطيل. ثم قال: حدثني عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء)).
قال أبو نصر السجزي: وأما في رواية الإمام بقوله.
وفي حديث عبد الله بن أنيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحشر الله تعالى الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمع من قرب: أنا الملك أنا الديان)).
وفي رواية: فيناديهم بصوت رفيع غير فظيع: ذكره أبو حذيفة إسحاق ابن بشر في كتابه.
وروى أنس ((أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أهل الجنة إذا رأوا ربهم تبارك وتعالى فيناديهم بلذاذة صوته)).
وأما الإجماع: فإننا أجمعنا على أن موسى سمع كلام الله تعالى منه بغير واسطة، والصوت ما هو ما سمع.
وروي عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إضافة الصوت إلى الله بغير نكير من أحد منهم، فقال ابن مسعود: ((إذا تكلم الله بالوحي يسمع صوته أهل السماء)).
Page 158