الخامس: أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قرأ (طه ويس) قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام. فعلى هذا يكون الله قرأ كلام جبريل.
السادس: إن كان هذا كلام جبريل وهو مخلوق، فلم تجب الكفارة على من حلف به وحنث؟ والكفارة لا تجب بالحلف بالمخلوق. ولم يمتنع المحدث من مسه، والجنب من قراءته، والمسافر من السفر به إلى أرض العدو، ولم جاز للمصلى تلاوته، واشترطت قراءته فيها وفي الخطبة؟
السابع: أن الله تعالى قال: {فأجره حتى يسمع كلام الله}.
وقال: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله}.
فعلى قول هؤلاء ما هذا صحيحا، وما يستمع به السامع إلا كلام جبريل، وما عندهم لله تعالى كلام يسمع.
وقال تعالى: {يستمعون القرآن}.
وقال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا}. وما عند هؤلاء قرآن يقرأ ولا يسمع.
الثامن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي)).
وقال أبو بكر: ما هذا كلامي، ولا كلام صاحبي، ولكنه كلام الله تعالى، وكان عكرمة يقبل المصحف، ويقول: كلام ربي.
وعلى قول هؤلاء: هذا كلام جبريل.
فصل
فإن قالوا: هذا قول محمد صلى الله عليه وسلم فهذا باطل لهذه الوجوه كلها.
Page 154