94

Kitab al-Buldan

كتاب البلدان

Genres

Geography

فلا كوفة أمي ولا بصرة أبي

ولا أنا يثنيني عن الرحلة الكسل

وقرئ على باب خان طرسوس:

ما من غريب وإن أبدى تجلده

إلا سيذكر عند الغربة الوطنا

وأسفل منه مكتوب:

أير الحمار وأير البغل في قرن

في است الغريب إذا ما حن للوطن

وقال بعضهم: غرس المشقة مع دوام الغربة يحببان الدعة، وحسن التعب يصير إلى محل الراحة. وقال بعضهم: اطلبوا الرزق في البعد فإنكم إن لم تغنموا مالا كثيرا غنمتم عقلا كبيرا وأنشد:

لا يمنعنك خفض العيش في دعة

حنين نفس إلى أهل وأوطان

تلقى بكل بلاد إن حللت بها

أهلا بأهل وجيرانا بجيران

هذا كما قيل في الأثر: ليس بينك وبين البلدان عداوة، فخير البلاد ما احتملك. وقال بعض المحدثين:

وما بلد الإنسان غير الموافق

ولا أهله الأذنون غير الأصادق

وقال آخر:

وإذا الديار تنكرت عن حالها

فدع الديار وأسرع التحويلا

ليس المقام عليك فرضا لازما

في بلدة تدع العزيز ذليلا

وقال آخر:

إذا كنت في أرض تكرهت أهلها

فدعها وفيها إن رجعت معاد

وقالوا: الراحة عقلة. وقال أحمد بن المعافى:

إن التواني أنكح العجز بنته

وساق إليها حين زوجها مهرا

فراشا وطيا ثم قال لها أتكي

فقصرهما لا شك أن يلدا الفقرا

Page 106