وذكروا أن إبراهيم ضرب بعصاه هذه الصخرة فخرج منها من الماء ما يتسع فيه أهل المدينة ورساتيقهم إلى يومنا هذا.
قالوا: ولنا الزيت والزيتون الذي ليس في شيء من البلدان أكثر منه في بلادنا، وقال الله عز وجل: من شجرة مباركة زيتونة ومن أبنيتهم العجيبة لد، وحدثني رجل قال: قلت لأهل لد هذا بنته الشياطين لسليمان، قال: أنتم إذا جل في صدوركم البنيان أضفتموه إلى الجن والشياطين، هذا قبل مولد سليمان (عليه السلام) بدهور كثيرة.
وعلى سبعة أميال من منبج حمة. عليها قبة تسمى المدير، وعلى شفير الحمة صورة رجل من حجر أسود، تزعم النساء أن كل من لا تلد تحك فرجها بأنف الصورة فيولد لها، وفيها حمام يقال له حمام الصوابي فيه صورة رجل حجر يخرج ماء الحمام من إحليله.
قالوا: ومن عجائبنا تفاح لبنان، وفيه أعجوبة وذلك أنه يحمل التفاح من لبنان، وهو تفاح جبل عذى لا طعم له ولا رائحة، فإذا توسط نهر البليخ فاحت رائحته، وهذا شبيه بالذريرة التي بنهاوند، فإن بها قصبا يتخذ منه الذريرة، فليست له رائحة بتة حتى يجاز بها ثنية الركاب، وهي من نهاوند على فراسخ كثيرة، فإذا جازت الثنية فاحت رائحته وحمل منها إلى البلدان، وبشيراز شجرة تفاح، التفاحة منها نصفها حلو في غاية الحلاوة، ونصف حامض في غاية الحموضة، وليس بفارس كلها من هذا النوع إلا هذه الشجرة الواحدة.
قالوا: من عجائب الشام أربعة أشياء: بحيرة الطبرية، والبحيرة المنتنة، وأحجار بعلبك، ومنارة الإسكندرية.
فأما أحجار بعلبك فإن فيها حجرا على خمسة عشر ذراعا أقل وأكثر ارتفاعه في السماء عشرة أذرع في عرض خمسة عشر ذراعا في طول خمسة وأربعين ذراعا هذا حجر واحد في حائط.
Page 166