Book of Revelation
كتاب الرؤيا
Publisher
دار اللواء
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٢هـ
Genres
وقد ذكرت في الفصل الذي قبل هذا الفصل حديث أبي هريرة ﵁ الذي رواه البيهقي في "دلائل النبوة" وفيه: أن رسول الله ﷺ رأى أنه يسقي غنمًا سودًا وعفرًا، وأن أبا بكر ﵁ نزع ذنوبًا أو ذنوبين وأن عمر ﵁ أخذ الدلو فأروى الناس، وإنما ذكرته هناك لما فيه من تأويل الغنم السود بأنهم العرب، وتأويل الغنم العفر بالأعاجم. وأما ما جاء فيه من النزع بالدلو فلم يأت فيه تأويل عن النبي ﷺ وكذلك ما ذكرته في هذا الفصل من حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر ﵃ في النزع بالدلو لم يأت فيه تأويل عن النبي ﷺ. وتأويله ظاهر من قيام النبي ﷺ بالدعوة إلى الله تعالى وجهاد المشركين وبذل النصيحة للأمة وتعليمهم أمور دينهم وما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم وغير ذلك من الأمور العظيمة والمصالح العامة التي قام بها ﷺ أتم القيام، ثم قام أبو بكر الصديق بما كان يتولاه رسول الله ﷺ من أمور المسلمين أتم القيام وحارب أهل الردة حتى أدخلهم من الباب الذي خرجوا منه، ثم بعث الجيوش إلى الفرس والروم وحصل في زمانه عدة انتصارات عليهم، ثم كانت خاتمة أعماله الجليلة أَنْ عهد بالخلافة لعمر بن الخطاب ﵁ فكانت ولاية عمر ﵁ حسنة من حسنات أبي بكر ﵁، وكانت مدة ولاية أبي بكر ﵁ سنتين وشهرين تقريبًا فكانت مطابقة لما رآه النبي ﷺ في منامه أنه نزل بالدلو ذنوبًا أو ذنوبين. ثم قام عمر ﵁ بعده بأمور المسلمين أكثر من عشر سنين ففتح الله له الفتوح الكثيرة بالشام والعراق وخراسان ومصر وغيرها من الأمصار وأذل الله به أمم الكفر، ودوَّنَ الدواوين وقام بتدبير أمور المسلمين أتم القيام وكان مضرب المثل في العدل والحزم وحسن السيرة. فكانت أعماله في ولايته مطابقة لما رآه النبي ﷺ في منامه من قوة نزعه للماء وإرواء الناس حتى ضربوا بعطن، وقد روى البيهقي في "دلائل النبوة" بإسناد صحيح عن الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال: رؤيا الأنبياء وحي. وقوله: «وفي نزعه ضعف» قصر مدته وعجلة موته وشغله بالحرب مع أهل الردة عن الافتتاح والتزيد الذي بلغه عمر في طول مدته. انتهى.
وقال النووي في "شرح مسلم": ومعنى ضرب الناس بعطن، أي
1 / 125