322

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Genres

هو رجل يوثق به.

بسمارك :

يمكنني أن أرسلها إلى شونهاوزن ثم تذهب فتحضرها من هنالك، ولا تتوان في استنساخ أهمها، ثم احفظ النسخ إلى إشعار آخر، وهذه هي رسائلي إلى الإمبراطور ولهلم، وهذه هي رسالة التوصية التي أخذتها من فردريك ولهلم حينما ذهبت إلى فينة، قل لي ما هو عمرك؟

بوش :

تسع وستون سنة؟

بسمارك :

وي، يمكنني أن أتمتع بحياة الريف حتى الثمانين من عمري.

ويمضي يومان فيأتي بوش بالنسخ، فيقول له بسمارك: «أعدها معك، لا؛ فالرأي ألا يفعل هذا، وماذا يحدث لو رأوك تجيء وتخرج حاملا غلفا كبيرة، تعال وانظر إلى هنا، فهذه هي أقوم طريقة.» ويضعان الأوراق في صندوق بين بعض الخرائط حيث لا يلاحظها أحد - كما يظهر.

وهكذا يغادر بسمارك ذلك البيت الذي سيطر منه على البلاد، وهكذا يغادر بسمارك ذلك البيت الذي شاد منه إمبراطورية، وهكذا يغادر بسمارك ذلك البيت كأنه مؤتمر يتعقبه أعداؤه فيود أن ينجو ظافرا بكنزه الأخير؛ أي بأوراقه التي سينتفع بها في منفاه والتي سيتخذها سلاحا ضد أعدائه، ولا تجد في الديوان، الذي ظل رئيسا له زمنا طويلا، شخصا واحدا يستطيع أن يعتمده فيودعه ما هو خاص به! وهل من مأمن بعيد من العيون؟ هنالك يفكر في شونهاوزن لما لا تلوح له فردريكسروه مكانا أمينا، ومن ثم ترى كيف يذكر اسم مسقط رأسه للمرة الأولى بعد سنوات كثيرة، ويستدعي صحافيا؛ أي رجلا كان يمكنه أن ينتزع منه نبأ في الحين بعد الحين (لأن بوش كان ذا نفوذ كاف يستطيع به أن يؤذي بسمارك)، ويمر هذان الشيخان تلك الغلف التي لا تقدر بثمن ذهابا وإيابا، ويخيل إلى بوش أن تلك الوثائق مما يفيده إذا كتب مذكراته الخاصة، ومن المحتمل أن يذكر بسمارك مصير أرنيم الذي حكم عليه - بتحريض منه - بالسجن مع الأشغال الشاقة؛ لأنه رفض إعادة بعض أوراق الدولة.

وفيما كان ذلك العمل السري يسير إذ يحضر جنرال بهي، إذ يحضر رئيس الغرفة العسكرية، فيقول إنه مرسل من الإمبراطور ليسأل كيف يمكن إلغاء النظام الوزاري الذي سنه المرحوم الملك فردريك ولهلم الرابع في سنة 1852؟ فيجيب بسمارك بغلظة قائلا إن ذلك النظام سيظل نافذا قاصدا حمل الملك على عزله.

Unknown page