وما كان ابن ملك بروسية ولا ختنه
4
في وضع يصنع به اقتراح حول ذلك، وأمر مثل هذا مما يصدر عن أقوى ملوك ألمانية، وكان هذا المصدر ملتزما قصر أحلامه فيسحر بالموسيقى ويسير - مثل لوهنغرين - على بحيرة محاطة بالصدف، ولا يجيب عن كتب ابنه خاله البادني الرائعة؛ لما يراه من عدم احتياج الملك لويس إلى الإمبراطور ولا إلى الإمبراطورية، وهو لم يلتفت إلا بعد أن قيل له إنه يمكنه أن يقيم بدار التريانون التي هي أجمل مما هو فيه، فيرسل سائسه الأكبر إلى ساحة الحرب ليدل على منازل وأصابل
5
قريبة من باريس المحصورة.
ويظفر بسمارك بالسائس الأكبر الكونت هولنشتاين، وهل تحبط خطط بسمارك بعد جهده؛ لأن ملكا يرغب عن التاج الإمبراطوري، ولأن ملكا آخر يرغب عن عرض التاج الإمبراطوري؟ هو يكتب ثلاث رسائل تعد من أروع ما خطه يراعه «إذ ذاك وهناك على مائدة الطعام بعد أن نظفت، وذلك على ورق ليس أحسن من ورق النشاف إلا قليلا».
ويبين بسمارك للرجل البسيط الملك لويس أنه لا يسمح لملك بروسية بأن يزاول نفوذا في بافارية، وأن إمبراطور ألمانية ليس جارا لبافارية، بل هو ابن لها، وأن الملك لويس لا يمنح امتيازا لسوى إمبراطور ألمانية لا لملك بروسية، وإذا كان هذا البرهان غير مقنع سمع لبسمارك ما هو أقوى منه، أفلا يمكن أن يكون هنالك نسب بين آل فيتلسباخ وآل بسمارك؟ أجل! لما يمض ثلاثمائة سنة على وجود هذا النسب! ويضع بسمارك كتابا ثانيا في غلاف ذلك الكتاب يشكر فيه للملك «ذلك اللطف البالغ الذي عامل به آله البافاريون أجدادي في أكثر من جيل حينما كان آله يملكون مارش براندبرغ!»
وإليك إذن برهانا ملكيا وبرهانا بشريا! وإذا ما كتب الملك لويس فماذا يكون جوابه؟ إذا جاء اقتراحه مخالفا لما أشار به بسمارك وإذا أتى ما يمس عصب آل ولهلم ضاع كل شيء ما انتظر ملك بروسية وسيلة للرفض، وعند بسمارك أن ولهلم «ليس راغبا عن إظهار أفضلية آله أمام الأسر المالكة الأخرى ... وهو أكثر عناية بتوكيد نفوذ التاج البروسي من الحمل على الاعتراف باللقب الإمبراطوري».
وعلى طبيب الأعصاب بسمارك أن يعطي دواء واحدا لمريضيه العجيبين إذن، وعلى طبيب الأعصاب بسمارك أن يعالج بهذا الدواء على وجه مختلف في الحالين إذن، وبسمارك يصنع أصوب الأمور؛ فهو يربط بكتابه إلى الملك لويس - خاشعا - مشروع الجواب الذي يرسله هذا الملك إلى الملك ولهلم «راجيا من جلالتكم أن تتفضلوا بنسخه فقط»، وينطلق رئيس السواس بالكتب الثلاثة، فيجد الملك لويس منحرف المزاج؛ أي إنه في هوهنشفانغو، فلا يريد أن يسمع شيئا عن سوى الملك هنري في أثناء فصول فاغنر الثلاثة، لا عن الإمبراطور ولهلم، وهذا إلى ما كان من ألم أسنانه. ويوفق الكونت هولنشتاين في الدخول عليه مع ذلك، ويقرأ الملك لويس الكتب مرتين، ويشعر بأنه أطري فيها كما توقع بسمارك، ويرسل من فوره سائسا ليأتي بالمداد والقرطاس ويستوي على سرير نومه وينسخ من غير أن يستشير أي واحد من وزرائه ذلك الكتاب المملى عليه، ويقفل
6
Unknown page