185

Bismarck

بسمارك: حياة مكافح

Genres

وتوضع خطط الغزو، ويقترح قيصر روسية عقد مؤتمر - على حسب عادته - وترى لندن مثل ذلك، وتقرر لندن حياد ذلك البلد الصغير وهدم حصونه، وعبثا يحاول في باريس وصف ذلك بتراجع من قبل بروسية، وعبثا يحاول في برلين وصف ذلك بتراجع من قبل فرنسة، وهكذا يكدر صفو الوفاق ويسود الحقد، وستقع الواقعة بين الفريقين بعد ثلاث سنين.

ويصبح نابليون الثالث بعد الآن عدوا لبسمارك بلا كيفية؛ وذلك لما يحس من مخادعته إياه للمرة الثانية، ويبدأ نابليون الثالث بمفاوضة فلورنسة وفينة جديا، وما تحمله هذه الدول الثلاث من بغضاء لبروسية فيقرب بينها، وتزيد أعصاب أقطاب السياسة توترا بين سنة 1867 وسنة 1870، ويضاعف أركان الحرب جهودهم في التأهب كما وقع قبل حرب سنة 1914، وتنتشر أسهم البغضة

5

المصنوعة من باريس إلى خارج الحدود بعد ختم الخصام الأخير، وأقول «المصنوعة»؛ لأن الأمة الفرنسية في مجموعها ليست أقل من الأمة الألمانية ميلا إلى السلم، والآن فقط يعطي بسمارك صحافة البلاد كلمة السر، فعلى الصحف «أن تظهر أكثر سلاطة وأشد وطئا وأقوى وعيدا، ويجب أن يكون المسدس في الجيب والإصبع على الزند وأن ترقب أيدي جارتنا المتهمة رقابة وثيقة فتعلم أننا لا نتردد في إطلاق النار بسرعة وبقصد القتل إذا ما حاولت مجاوزة حدودنا».

وشدة اللهجة هذه من قبل بسمارك تجاه فرنسة أمر جديد، وبسمارك كان يتكلم بهذا الأسلوب ضد النمسة وحدها، وبسمارك يقول لأحد زائريه في سنة 1868 إن تقلب نابليون سيجعل وقوع الحرب أمرا لا مفر منه في سنتين - على ما يحتمل - وبسمارك يعرب لزائر آخر عن السبب الأساسي الذي يجعله مسرورا من الباعث الذي يجعل وقوع الحرب أمرا لا مفر منه، «فلا تتم لأكثرية الألمان وحدة أوسع نطاقا مما حدث بغير العنف، أو بغير خطر مشترك يثير غضبهم»، ثم يتوارى هذا الباعث في نفسه، ويصف بسمارك لصديقه كيزرلنغ في حديث سري ما كان للحرب الأخيرة من انطباعات هائلة فيه، فيقول: «وماذا تكون النتيجة إذا كتب النصر لبروسية على فرنسة؟ ولنفترض أن الألزاس غدت قبضتنا، فهنالك يجب علينا أن نحافظ على فتحنا هذا بأن تكون لنا حامية دائمة في ستراسبرغ، وهذا وضع متعذر؛ وذلك لما يتفق لفرنسة من حلفاء في نهاية الأمر، ولما يكون لنا بهذا من سوء حال حينئذ.»

الفصل الرابع عشر

«إذا ما هددت بالاستقالة أخذ مولاي الشائب يجهش

1

بالبكاء وينشج

2

Unknown page