Birr Wa Sila
البر والصلة لابن الجوزي
Investigator
عادل عبد الموجود، علي معوض
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م
Publisher Location
بيروت - لبنان
قَالَ: فَنَزَلَ، وَنَزَلَ مَعَهُ بِرَغِيفٍ، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةً، فَتَكَشَّفَتْ لَهُ، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، قَالَ: وَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّغِيفَ، وَمَاتَ، فَجِئَ بِعَمَلِ سِتِّينَ سَنَةً، فَوَضَعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِئَ بِخَطِيئَتِهِ فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحَتْ بِعَمَلِهِ، حَتَّى جِئَ بِالرَّغِيفِ فَوُضِعَ مَعَ عَمَلِهِ، فَرَجَحَ بِخَطِيئَتِهِ "
٣٧٥ - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةَ، قَالَ: يَا بَنِيَّ، اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ أَرَاهُ سَبْعِينَ سَنَةً، لَا يَنْزِلُ إِلَّا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، قَالَ: فَشَبَّهَ أَوْ شَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً، قَالَ: فَكَانَ مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَ لَيَالٍ، قَالَ: ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ، فَخَرَجَ تَائِبًا، فَكَانَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً صَلَّى وَسَجَدَ، فَأَوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ، فَرَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةِ أَرْغِفَةً، فَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، فَجَاءَ صَاحِبُ الرُّغُفِ، وَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، وَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ تَائِبًا، وَظَنَّ أَنَّهُ مِسْكِينٌ، فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ لِصَاحِبِ الرُّغُفِ: مَالَكَ لَمْ تُعْطِنِي رَغِيفِي، فَقَالَ: تَرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ! سَلْ، هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لَا.
فَقَالَ: تَرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ، وَاللَّهِ لَا أَعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا، فَعَمِدَ التَّائِبُ إِلَى الرَّغِيفِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُرِكَ، فَأَصْبَحَ التَّائِبُ مَيِّتًا، قَالَ: فَوُزِنَتِ السَّبْعُونَ سَنَةً بِالسَّبْعِ لَيَالٍ، فَرَجَحَتِ اللَّيَالِي، فَوُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ اللَّيَالِي، فَرَجَحَ الرَّغِيفُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا بَنِيَّ، اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ "
٣٧٦ - أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابَةَ، قثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ،
1 / 221