فرنكلين :
أعترف بذلك، وأشكرك على ما أسلفت، ولكني أرجوك الآن بربك أن تفارقيني فراق الأبد؛ فقد يلوح لي أن الموت أهون من علاج فيه مثل هذا الوجع، واذكري كذلك أنني كنت صديقك، وأنني لم أدع أحدا لمصارعتك ومنازعتك لا من الأطباء ولا من الرقاة والممخرقين، فإن لم تفارقيني الآن فأنت خليقة كذلك أن تتهمي بالجحود.
أم النقارس :
لا أخالني شاكرة لك كثيرا على هذا؛ فإنني لأهزأ بالرقاة والممخرقين، وإنهم لقادرون وعاجزون عن المساس بي في كثير أو قليل. وكم من طبيب حق الطبيب يعرف أخيرا هذه الحقيقة التي تقول له: إن النقرس ليس بالداء، ولكنه ضرب من الشفاء، ولا لزوم لتعويق أسباب الشفاء، ولنرجع - بعد - إلى عملنا، خذ هذه.
فرنكلين :
أوه آه، سألتك بالله إلا ما تركتني وأنا واعدك منذ اليوم ألا ألعب بالشطرنج، وألا أدع الرياضة كل يوم، وأن ألزم الاعتدال مدى الأيام والليالي.
أم النقارس :
أعلم أنك ستفعل، وأنك تعد الوعود الجميلة وما تلبث بعد أشهر قلائل في الصحة والعافية أن تعود إلى عاداتك ومألوفاتك وتذوب وعودك الجميلة، كما ذابت ثلوج السنة الغابرة. فلنعد إلى حسابنا ولنوازن بين كسبنا وخسارتنا، ثم إني بعد ذلك تاركتك على يقين من الرجعة إليك في الوقت اللازم وفي المكان الملائم، فإنه لمن مصلحتك، وإنني لك كما تعلم لنعم الصديق!
5
الرفق بالحيوان
Unknown page