Bina Umma Carabiyya
منهاج مفصل لدروس في العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية على ما هي عليه اليوم
Genres
وإلى أن قامت الحرب العالمية الأولى كان العراق جزءا من الدولة العثمانية، وأثناء تلك الحرب كانت وقائع بين الجيوش العثمانية والتجريدات البريطانية في أرضه، وانتهى الأمر بتخلص العراق من الدولة العثمانية، ولكنه وجد البريطانيين قد حلوا محل الترك، وسوت الحكومة البريطانية مركزها في العراق بأن حصلت من المؤتمر المنعقد في سان ريمو منها ومن حليفاتها؛ حصلت من ذلك المؤتمر على أن تكون هي الدولة المنتدبة لإدارة العراق، كان ذلك في 1920. وكان هذا الانتداب بالإضافة إلى أسباب أخرى من عوامل قيام الثورة المشهورة في تلك السنة. وتلا ذلك إنشاء عرش عراقي جلس عليه الأمير فيصل ابن الشريف حسين في 1921، وعقد المعاهدة البريطانية العراقية في 1922 ونصوص المعاهدة عبارة عن نصوص صك الانتداب. وكانت المعاهدة موضع اعتراض قومي قوي. وفي 1923 عقد الصلح بين بريطانيا وتركيا «مؤتمر لوزان». وفي 1924 انتخبت جمعية تأسيسية عراقية وهذه أقرت المعاهدة والقانون الأساسي، وصحب كل هذا اضطراب شديد .
وفي السنة نفسها وافق مجلس عصبة الأمم على أن يلحق بالعراق الجزء الأكبر من ولاية الموصل، ولهذا أهميته في استثمار موارد الزيت العظيمة بتلك المنطقة.
وقد وضعت العلاقات البريطانية العراقية على أساس الاستقلال والتحالف في معاهدات من نمط المعاهدة البريطانية المصرية في سنة 1936، وقبل العراق المستقل عضوا بجمعية الأمم.
ولم يخل التطور الدستوري العراقي من أزمات، ومما يؤثر عن تاريخ العلاقات الخارجية إنشاء الميثاق المعروف بميثاق سعد آباد، وقعته تركيا وفارس وأفغانستان والعراق في سنة 1936، وهو يقضي بتبادل الرأي في كل مشكلة تمس المصالح المشتركة للدول الأربع.
وفي أول الحرب العالمية الثانية حركة التحرر التي قادها السيد رشيد عالي الكيلاني، ولم يقدر للحركة النجاح.
وبعد تلك الحرب تصبح السياسة العراقية جزءا من مجموعة السياسات العربية.
هذا عن السياسة الخارجية. أما السياسة الداخلية من نهاية الحرب العالمية الأولى (من حوالي 1920) إلى الوقت الحاضر؛ فهي سياسة بناء وتجديد من أيام الدولة العثمانية وتجهيز البلاد بأجهزة الحياة الحاضرة، وقد قطعت البلاد في ذلك شوطا بعيدا، وخصوصا بعد تخصيص حصة العراق من أرباح الزيت لمشروعات الإعمار، كما يسمونه هناك.
وتختلط المسائل الداخلية والخارجية فيما حاولته وزارات عراقية في أيام الأسرة الهاشمية من تحقيق للوحدة العربية المعروفة باسم وحدة الهلال الخصيب، أو لإنشاء كتلة موالية للكتلة الغربية فيما عرف باسم حلف بغداد، أو لتوثيق الصلات بين العراق والأردن الهاشميين بإنشاء الاتحاد العربي بين المملكتين، ثم حدثت الثورة الكبرى في العراق - وتم بها انقلاب اجتماعي كبير - أما مداه في أوضاع السياسة الخارجية فلم يتضح بعد.
الأردن أو المملكة الأردنية الهاشمية
تقع الآن على ضفتي نهر الأردن. والجزء الواقع شرقيه هو إمارة شرقي الأردن التي أسفر عنها تقسيم الولايات العربية العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى. أما الجزء الواقع غربي النهر فهو ما حصلت عليه الإمارة من تقسيم فلسطين (1948-1949)، والجزء الغربي مساحته 2165 ميلا مربعا، والجزء الشرقي مساحته 30700 ميل مربع هي في أكثرها بادية من صحارى ومراع وما إلى ذلك.
Unknown page