Bila Quyud
بلا قيود: تقنيات حررت البشر ودفعتهم لحافة الهاوية
Genres
6
ويبدو بوضوح أن قدميه هما قدما حيوان شجري، ذواتي أصابع طويلة مرنة وإصبع قدم كبيرة مواجهة لباقي الأصابع بما يتلاءم مع التشبث بفروع الأشجار. بيد أنه رغم أن الأرديبيتيكوس لم يكن قد فقد بعد القدرة على تسلق الأشجار مثل القردة، إلا أن سمات حوضه وعظام ساقيه دلت على أن وضعية انتصاب القامة كان في مرحلة التطور، قبل أن تجوب لوسي وأشباه البشر الأوائل الآخرون مروج السافانا الأفريقية بزمن طويل.
بسبب مشكلات النظرية القائمة على السافانا، طرحت في السنوات الأخيرة طائفة من النظريات البديلة التي كثيرا ما كانت متضاربة لتفسير تطور وضعية انتصاب القامة والحركة على قدمين، ولكل من هذه النظريات داعموها ومنتقدوها من العلماء، والعديد منها يصف آليات تطور معينة لعبت دون شك دورا في تطور الحركة على قدمين، لكن لا يبدو أن أيا من هذه الآليات ينطوي على مزايا البقاء على قيد الحياة، التي كانت ضرورية من أجل إعادة الهيكلة الجذرية لتشريح الرئيسيات الذي اقتضته الحركة على قدمين.
تقترح «فرضية المدد» أن الصيادين الذكور احتاجوا إلى أياد متحررة لحمل صيدهم عند رجوعهم إلى مساكنهم من أجل الإناث والأبناء.
7
إلا أن هذا لا يفسر الحقيقة التي تفيد بأن ثمة ثدييات ضارية أخرى تعود باللحم لأبنائها بحمله في أفواهها ببساطة. رغم أن هذا السلوك ربما كان يحتاج تعديلا تطوريا (حيث إن الرئيسيات نادرا ما تستخدم أفواهها لحمل الأشياء)، فإنه لم يكن ليتطلب إعادة تشكيل كامل في تشريح الرئيسيات.
وتشير «فرضية التحميل الحراري» إلى أنه بوقوفهم منتصبي القامة، كان أشباه البشر الأوائل يعرضون مساحة أصغر من أجسادهم للشمس المدارية الحارقة؛ وبذلك كانوا يستطيعون الحفاظ على أجسادهم أكثر برودة حين يضنيهم العمل في العراء.
8
لكن بالإضافة إلى أن هذا لا يفسر سبب عدم تبني أي حيوانات مدارية أخرى استراتيجية مماثلة مطلقا، لا بد أن نتذكر أن الحركة على قدمين بدأت لأول مرة مع الأرديبيتيكوس، الذي عاش بدرجة كبيرة في ظلال الغابات المدارية.
أما «فرضية الاستعراض من أجل الترهيب» فتقترح أن الأفراد (الذكور بوجه خاص) الذين كانوا يستطيعون تهديد الآخرين عن طريق الوقوف كثيرا في وضعية القامة المنتصبة كانوا أكثر هيمنة؛ وبذلك كانوا يتفوقون جنسيا على الأفراد الذين كانوا يقفون في وضعية منتصبة عددا أقل من المرات.
Unknown page