وخذه إلى بيتك.
وضعه في الصدر.
وتربع فوقه طول عمرك.
وحين تموت.
يكون لأبنائك.
وهذا هو أمر بتاح رع يا سيادة شيال الكراسي، أمر صريح صادر في نفس اللحظة التي أمرك أن تحمل فيها الكرسي، وممهور بإمضائه وخطوشه.
بفرح عظيم قلت له كل هذا، فرح متفجر كمن كاد يختنق، فمنذ رأيت الكرسي وعرفت القصة وأنا أحس وكأني أنا الذي أحمله وحملته عبر آلاف السنين وكأن الذي انقطم ظهري أنا، وكأن الفرحة التي انتابتني هي فرحتي للخلاص يأتي أخيرا.
برأس منكس استمع الرجل ولا اختلاجة، إنما انتظار منكس أيضا، أن انتهى وما كدت أفعل، حتى رفع رأسه، كنت أتوقع فرحة مماثلة، انفراجة حتى، ولكني وجدت لا شيء. - الأمر مكتوب فوق راسك أهه ومن زمان مكتوب. - بس أنا ما باعرفش أقرا. - مانا قريته لك. - أنا ما باصدقش إلا بأمارة، معاك أمارة؟
ولما لم أجب، غمغم غاصبا وهو يستدير: أهو ما بينوبنيش منكو غير العطلة، يا ناس، والشيلة تقيلة، والنهار الواحد يدوبك لفة.
ووقفت أرقبه، وقد بدأ الكرسي يتحرك، حركته المتئدة الوقورة التي تظن أنها من تلقاء نفسه، والرجل قد أصبح مرة أخرى ساقه النحيلة الخامسة، القادرة وحدها على تحريكه.
Unknown page