ولدى وصول السفير حامل الأسئلة الثلاثة دعا الملك مجلس شوراه إلى الانعقاد. وبعد مناقشات طويلة احتكت فيها الآراء، أقروا بالإجماع شجب الأساليب البربرية التي يلجأ إليها الناس ليصونوا حقوقهم ويحافظوا عليها. ووافق المجلس على أن هذا الحل الأدبي أفضل جدا من الالتجاء إلى النار والحديد. وكان قبول الاقتراح، وكانت هدنة دعي على أثرها جميع العلماء إلى القصر في اليوم الذي وصل فيه السفير.
وأدرك الشعب خطورة القضية التي كان ينذر بها هذا الحادث الجلل، فتصاعدت صلوات وابتهالات الرعية إلى الله لينصر مليكها، أما البلاط فكان في قلق عنيف.
لم يكن المكان المعد لاستقبال السفير يمتاز بشيء من سواه؛ لأن الشرق لم يكن يفقه أهمية المدرجات. كان ذلك المكان يحوي عرشا للملك، ودواوين يتربع عليها الوزراء، وسجادات ينتصب فوقها العلماء. أما الأعيان والمدعوون فكانوا وقوفا، وهنالك مقعد وحيد وضع في الوسط خصوصا لطارح الأسئلة.
ولدى دخول الموفد المدينة، استقبل بتلك الجلبة التي تحدث عادة عندما ينتصب الشعب مترقبا وصول شخص ما، أو على أثر وقوع حادث جلل.
ومثل الرجل أمام الملك فعبر عن تمنياته الخاصة، ولكن دون أن ينبس ببنت شفة. وبعد الاحتفاء التأم المجلس الأعلى وشرع السفير يطرح أسئلته:
السؤال الأول:
رفع يده اليمنى مطبقة الأصابع ما عدا المشير، وقدمها وهو يرخي ذراعه كما لو كان يفعل عندما يريد الإشارة إلى مكان ما.
السؤال الثاني:
رفع يده اليمني مفتوحة، بصورة تدريجية حتى بلغت علو الرأس.
السؤال الثالث:
Unknown page