211

كررت الترحيب بها، فقالت: عفوا إذا أزعجتك، لكن بدي أحكي معك ضروري. - أنا تحت أمرك. - نلتقي بعد نصف ساعة ممكن؟ - أين؟ - مثل ما بتريد. - هل يضايقك أن تأتي لعندي؟ - أفضل مقهى في الحمرا. المودكا مثلا.

قلت: موافق. المودكا إذن.

نحيت أوراقي جانبا. وارتديت سترتي وغادرت المنزل. مشيت على مهل في اتجاه الحمرا، ثم دلفت إلى المودكا، واخترت مائدة في مكان ظاهر. ولم ألبث أن رأيتها تبحث عني، فنهضت واقفا. أقبلت علي في خطوات سريعة، وشدت على يدي بقوة ثم جلست.

كانت ترتدي سترة وجوبا من التويد. وبدت أنحف قليلا مما عهدتها. وخلا وجهها من الزينة، فظهرت تجاعيد خفيفة حول عينيها.

طلبت من النادل فنجانين من القهوة وكأسين من الكونياك. وأشعلت لها سيجارة، فجذبت منها نفسا ثم قالت: عفوا إذا كنت متطفلة. هل تسافر غدا؟ - أجل، في المساء.

قالت: أريد منك أن تقطع علاقتك بلميا فور سفرك.

كنت قد رفعت كأس الكونياك إلى شفتي، فأعدته مكانه وتأملتها مبهوتا.

أومأت برأسها وكررت عبارتها.

قلت: غريبة. أنت تفترضين أولا أن هناك علاقة بيني وبين لميا ثم تطلبين ...

قاطعتني: أنا أعرف كل شيء، فلا داعي للإنكار.

Unknown page