208

تبولت وغسلت يدي وفمي في حوض واسع ذي صنابير صفراء لامعة، بدت كأنها من الذهب، ثم جففت يدي وأنا أتأمل وجهي الذي عكسته المرايا عدة مرات. وأخيرا غادرت الحمام، وأغلقت الباب خلفي في هدوء.

كانت الغرفة التي تنتظرني فيها متوسطة المساحة، يحتل مركزها فراش مستدير واطئ، دون مساند، يعلوه غطاء سميك وردي اللون.

جذبتني من يدي وقادتني إلى كنبة وثيرة، ثم جلست أمامي على حافة الفراش، وهي تتأملني في اهتمام، مترقبة انطباعي.

نقلت البصر بين السجاد السميك الذي تعلوه خصلات متموجة من الصوف، والستائر الضخمة التي كشفت عن حائط من الزجاج يطل على شرفة عريضة. واسترخيت في مكاني، دافنا جسدي بين الحشيات اللينة.

شعرت بالسكينة وأنا أمر بعيني فوق الأثاث النظيف المرتب في عناية والسماء القاتمة من خلال الزجاج. كان الهدوء شاملا. وشعرت بالرغبة في أن أستسلم للكنبة وحشياتها. وفي ألا أتحرك أو أتكلم، كي تمتد هذه اللحظة قليلا.

مالت نحوي وألقت بيدها على ركبتي، أمسكت بساعدها وجذبتها نحوي في رفق، فانتقلت إلى جواري، ودفنت رأسها في عنقي.

كان جسدها ساخنا، وشعرت بها ترتعش. لكن أعصابي كانت مرتخية، وشيء كالخدر يلفني.

وضعت راحتي على ساقها، وتحسست بشرتها الناعمة، ثم تلمست استدارات فخذيها. وتطلعت إليها فوجدتها تتنفس في قوة، مغمضة العينين. وما لبثت أن جعلت تنتفض مع كل لمسة من أصابعي.

كلت أصابعي بعد قليل وآلمني رسغي، لكني واصلت تلمسها دون أن أرفع عيني عن وجهها، إلى أن هدأت حركاتها، ونحت يدي بعيدا.

استكانت على صدري وهي لا تزال مغمضة العينين. وفتحت عينيها بعد فترة، ثم اعتدلت جالسة وسوت ملابسها قائلة: الأفضل أن نعود.

Unknown page