فاطمة محمود، 45 سنة. «... أخذوا الشباب وصفوهم صفا واحدا ووجوههم إلى الحائط، وبدءوا يضربوهم بمدقات الكبة على ظهورهم حتى وقعوا على الأرض مغشيا عليهم. وأمروا البعض أن يركع، والبعض الآخر أن يقف وظهره إلى الحائط، ورشوا النيران على الراكعين أمام الواقفين، ثم أشعلوا النيران ووضعوا فيها قضبانا من الحديد حتى احمر لونها، ثم وضعوها بشكل صليب على بطون الواقفين. وبعدها ربطوهم في حبال وربطوهم بالسيارات وأخذوا يطوفون بهم الشوارع، ونساء تلك المنطقة تزغرد لهم وتغني ...»
عنوان:
جميلة قاعور، 33 سنة، أم لأربع بنات. «... وصلنا إلى المدرسة الحديثة، وقاموا بتفتيشينا وكان معهم ضابط سوري، وجدوا معي 75 ليرة فأخذوها. ثم حضر الكميون وطلع أولادي ثم والدتي ووالدي، وأخيرا أنا، فسألتهم عن بناتي فقالوا: إن اثنتين منهما فقدتا بين حشود النساء والأطفال. أخذت أبحث عنهما داخل الكميون بشكل جنوني وأنا أصرخ فزعا. وبعد لحظات وجدتهما تحت الأرجل؛ الأولى كانت فارقت الحياة وازرق جسدها، والثانية على وشك ذلك. فأخذت أسعفها حتى استطعت إنقاذها.
أنزلونا عند السيار. وأردت أن أحضر جثة ابنتي من الكميون فرفض المسلحون وهددوني بالقتل. ووضعوها في رأس الأرزة وهم يقولون: تعالي خدي بنتك أعطيها لأبو عمار. ثم أخذوا يطلقون الرصاص علينا رغم أننا كنا قريبين من السوريين والليبيين في قوات الأمن العربية التي لم تحرك ساكنا، بل طلبنا من هذه القوات قليلا من الماء للأطفال، فرفضوا وقالوا: الآن تعرضونا للمشاكل، اشربوا من مكان آخر. فابتعدنا حتى حضرت سيارات تابعة للمقاومة، فركبناها ونحن نصرخ ونبكي وننادي: خسارة على شباب تل الزعتر.»
عنوان:
فوزية مصطفى حسين، 16 سنة. «كان طفل يصرخ ويبكي من الجوع فطلبوا من والدته أن تسكته لكنه لم يسكت، فقال لها الكتائبي: أنا سأسكته. أعطني إياه. وأخذه منها ورماه بعيدا ليسقط جثة هامدة، ثم قال لها: الآن سكت.»
عنوان:
عفاف محمد، 32 سنة، أم لسبعة أطفال بقي منهم 3 (بقية). «... أحضروا شاحنات كبيرة عالية لنقل الأهالي فهرعت النساء مع أولادهن، ومن كثرة الأهالي الذين هرعوا إلى السيارة وقف الكبار فوق الصغار. وعندما انتهيت من رفع أولادي إلى الشاحنة حاولت أن أطلع أنا، لكن السائق سار، فرجوته، لكنه رفض، وقال لي أن أطلع بشاحنة أخرى. وفعلا تم ذلك، ووصلت المتحف قبل الأولاد، وانتظرت هناك حتى جاءت الشاحنة ونزل الجميع ما عدا أولادي. وفي النهاية نزل أخي وعمره 12 سنة، وابني فيصل وعمره خمس سنوات، وابنتي نورما وعمرها أربع سنوات. وسألت عن الباقي، فقال أخي: إن الركاب داسوا عليهم مما أدى إلى استشهاد سهام وعمرها 3 سنوات وعبير وعمرها سنتين. أما سونيا وعمرها تسع سنوات فقد فقدت ولا أدري لغاية الآن أين هي، حية أم ميتة. وبالمثل فقد زوجي.»
عنوان:
مريم يعقوب، 45 سنة. «... يوم الخروج كان أولادي الاثنان معي، قلت لهم: امشوا أمامنا. ورأيت فتاة مقتولة، وبعدها رأيت ابني مقتولا هو وعدة شباب، فبكيت. وقال لي زوجي العجوز: الآن تبكين ولدنا وبعد هذا تبكينني أنا.
Unknown page