Bayn Din Wa Cilm
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Genres
Dragon
وهو ما يعبر عنه في العربية بلفظة تنين، وقد ذكرتها المتون المقدسة، أو يتناولون بالوصف طير العنقاء
والأفاعي الخرافية «البزليق»
Basilisks
13
التي ذكرتها الكتب الموضوعة. ومن هذه السبيل ذاعت الخرافات والأضاليل مثل القول بأن «البزليق» يقتل الثعابين بزفيره، والناس بمجرد النظر إليهم، وأن السبع إذا طورد فإنه يمحو آثاره بطرف ذنبه ليضلل المطاردين، وأن البجع
يغذي أفراخه بدمه، وأن الثعابين تلقي بسمها بعيدا قبل أن ترد الماء للشرب، وأن السمندل يطفئ النار، وأن الضبع - المرفعين - يتكلم مع الرعاة، وأن أنواعا معينة من الطير تولد على ثمر من أنواع الشجر مخصوصة عندما تكون على وشط السقوط إلى الماء ... إلى غير ذلك من مكنونات العلم التي لا تقل عن هذه قيمة ولا تنزل قدرا.
أما الأسلوب الذي وضع به العلم ليكون موافقا للكتب المقدسة، فإن «الفزيولوغوس» يعبر عنه أحسن تعبير بأن يلجأ في التمثيل إلى تلك المقطوعة التي ذكرت في سفر أيوب
Job
عن السبع العجوز الذي قضى جوعا لندرة الفرائس. ولقد كان للمحاولات التي أريد بها تفسير كلمة غير عادية وردت في النص العبراني أثرا تراكمت من حوله الأخطاء بعضها تلو بعض؛ حتى إن خطى التطور قد مهدت السبيل إلى رواية «النمل السبعي» الذي يساعدنا على أن نفهم ما هو السبع الذي ذكر في سفر أيوب إذ قالوا: «أما النمل السبعي فإن أباه كانت له صورة السبع وأمه صورة النمل. وكان الأب يعيش على اللحوم والأم على الأعشاب، ومن هنا نشأ النمل السبعي مزيجا بين كليهما، وإن كان يشابههما في الأجزاء؛ لأن جزءه الأمامي كان كالأسد، وجزءه المؤخر كان كالنمل. أما وأنه كان على هذه الصورة، فإنه لم يقدر أن يأكل اللحوم كأبيه ولا العشب كأمه؛ وبذلك هلك ومات.»
Unknown page