Bayn Din Wa Cilm
بين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء
Genres
على أولئك الذين «يخلطون بين الأقانيم والذين يفصلون بين مادة الثالوث الأقدس.»
هذه الحالات التي تدرج فيها اللاهوت المدرسي قد ظهرت ممثلة في الفن المقدس، وعلى الأخص في النقوش الكاتدرائية وتلوين الزجاج وزخارف الفسيفساء والصور التي تزين بها كتب القداس.
وعلى هذا تجد أن الذات الخالقة قد مثلت مرة في الأقنوم الثالث «الروح القدس»، فوضعت في صورة حمامة ترف فوق العماء
Chaos
ومثلت أخرى في الأقنوم الثاني «الابن»، فكانت في صورة يافع تام الفتوة، ومثلت مرة ثالثة في الأقنوم الأول «الآب»، فكانت شخصا تتراءى فيه مخايل الأبوة وصفات الاحترام، ومرة رابعة في الأقنومين الأول والثاني «الآب والابن» فكانت في صورة شخصين أحدهما يافع والآخر كهل، ومرة خامسة في الأقانيم الثلاثة «الآب والابن الروح القدس»، فكانت في صورة شخصين يافع وكهل، يحمل كل منهما فوق رأسه التاج البابوي، وكلاهما ممسك بين شفتيه بطرف القوادم من جناح الحمامة، حتى تظهر كأنها مستمدة منهما معا وتظل معلقة في الفضاء الواقع بينهما.
على أن هذا لم يكن أكمل وجه من النشوء وصلت إليه الفكرة اللاهوتية في العصور الوسطى، أن الخالق كان يمثل في بعض الأحيان بصورة بشرية ذات بدن واحدة وثلاثة وجوه، وفي هذا دليل قاطع على أن المعتقد النصراني قد تطور في عقول بعض الأنقياء متدرجا من نفس تلك الحالات التي تمشى فيها معتقد أهل الهند القديمة منذ أبعد العصور؛ إذ كانوا يمثلون «الذات العليا» في صورة جسم بشري ذي ثلاثة وجوه، أحدهم لبراهما والآخر لفيشنو والثالث لشيفا.
وفي بداءة الأعصر الحديثة اضطر العالم النصراني - تحت تأثير أنبغ نابغة في الفن أقلته الأرض وأظلته السماء - أن يلزم ظاهر ذلك الرأي محبوكة أطرافه على تلك الصورة التي مثلتها الفكرات العبرانية الأولى؛ ففي سنة 1512، دشن «ميكل أنجيلو»
Michel Angelo
بعد أربع سنوات أنفقها كدا ونصبا، رسومه التي حلى بها قبة المعبد السستيني.
أما تلك الروسم فقد صنعت بأمر من البابا «يوليوس الثاني»
Unknown page