فقالت بنفس الدهشة: في ماذا؟
فقلت وأنا أضحك لأحيل الموضوع إلى نكتة، حتى إذا فشل المشهد لا أصاب بخيبة أمل كبيرة: فيما قلته في ذلك الخطاب، أتذكرينه؟
وكانت تضحك، وقالت وهي تتخلص برشاقة وبلا إحراج من يدي المستقرة فوق كتفها: ألا زلت تذكره؟ لقد نسيت أنا كل شيء.
وكنت أعرف أنها لم تنس أي شيء، ولكن ماذا أقول؟ قلت: ولكني أنا لم أنس شيئا. - يح ... يى.
قالتها وهي تميل برأسها قليلا تستنكر وتلوم.
وتتابعت دقات قلبي عنيفة مدوية، وقلت وأنا أمسكها بكلتا يدي: ولن أنسى شيئا أبدا، أبدا.
وجذبتها ناحيتي.
وارتدت إلى الخلف بلين أول الأمر تريد أن تواصل خطتها في التخلص مني بلا إحراج، ولكني لم أذعن لمقاومتها اللطيفة وجذبتها أكثر، فقاومت أكثر.
وتبخر كل حدس وتخمين.
كنت أظن أني لو استطعت أن أتغلب على خجلي ومقاومتها مرة وعانقتها، فسينتهي كل شيء وستخضع للأمر الواقع.
Unknown page