Bayān al-sharʿ li-Muḥammad al-Kindī 14 15 16
بيان الشرع لمحمد الكندي 14 15 16
Genres
قال أبو بكر: لا يجزيه حتى يرجع يطوف طوافا متتابعا كمالا. [بيان، 23/173] ومن كتاب الأشراف قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل الكعبة وصلى فيها ركعتين بين العمودين الأولين في مقدم البيت بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع. وقد روينا عن ابن عباس قال: دخول البيت ليس من نسككم.
قال أبو سعيد -رحمه الله-: معي إنه يخرج في قول أصحابنا أن دخول البيت ليس من الواجب ولا من المأمور به في المناسك. ومعي إنه قد جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه دخلها، أحسب أنه /188/ مرة واحدة، وأنه خرج منها، وأن عليه شبه الكآبة والغم، فدخل على بعض أزواجه في حالته تلك فرأت عليه علامات ما عليه من حزن فسألته عن ذلك؟ فقال: "إني فعلت شيئا أخشى على أمتي أن بتعبوا أنفسهم فيه". فقالت: مالك يا حبيبي؟ فقال: دخلت الكعبة.
فأما الصلاة فيها فلا أعلم ذلك مما يتفق عليه معنى الحديث. وأما الدخول فعندي إنه يشبه الاتفاق الآن معنى الرواية لا تدخله العلة من طريق أنه لو كان من الفضل لم يحزن النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته أن يتعبوا أنفسهم فيه؛ لأن التعب فيه كان في أخلاقه هو، ومما لا يأمر به، ولكنه لما حزن عليه بالتعب به دل معناه [بيان، 23/188]
ذكر ترك الرمل في طواف الزيارة للقارن
من كتاب الأشراف
قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يرمل في السعي الذي أفاض فيه، ورمل لطوافه لحجه لما قدم من المدينة. فقالت طائفة: يرمل من قدم مكة وقد أحرم من المواقيت أو من خارج الحرم، إذا أحرم من مكة لا يرمل من المواقيت. كان ابن عمر إذا أهل من مكة لم يرمل. وقال ابن عباس -رحمه الله-: ليس على أهل مكة رمل، وهذا على مذهب أحمد وإسحاق. وقال عطاء وعروة بن الزبير: لا يرمل يوم النحر. وكان مجاهد يرمل يوم النحر، وبه قال مالك وابن الماجشون صاحبه. وقد روينا عن ابن الزبير أنه لبى بالحج، فأخذ ابن عمر بثوبه وقال: رملا وصلا يا أبا بكر.
Page 148