وفي سنة ٩٣ من الهجرة جاز طارق إلى الأندلس وافتتحها بمن كان معه من العرب والبرابر ورهائنهم الذين ترك موسى عنده والذين أخذهم حسان من المغرب الاوسط قبله. وكانت ولاية طارق على طنجة والمغرب الأقصى في سنة ٨٥ وفي هذا التاريخ تم إسلام أهل المغرب الأقصى وحولوا المساجد التي كان بناها المشركون إلى القبلة وجعلوا المنابر في مساجد الجماعات وفيها صنع مسجد اغمات هيلانة. ونسب طارق: هو طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو بن ورنجوم بن نبرغاسن بن ولهاص بن بطوفت بن نفزاو فهو نفزي ذكر إنه من سبي البربر وكان مولى موسى بن نصير وفي سنة ٩٢ جاز موسى بن نصير إلى الأندلس فعبر البحر غاضبًا على طارق ومشى على غير طريقه وفتح فتوحًا كثيرة يقع ذكرها إن شاء الله في الجزء الثاني من هذا الكتاب في فتح الأندلس. وفيها ولى عبد الله بن موسى أفريقية عوضًا من أبيه حين توجه إلى الأندلس إلى أن وصل أبوه منها متوجهًا إلى المشرق فقدم مدينة قيروان في أواخر سنة ٩٥. وفي سنة ٩٥ انصرف موسى من الأندلس إلى أفريقية بما أفاء الله عليه فأجاز الأموال من الذهب والفضة والجوهر في المراكب إلى طنجة ثم حملها على العجلات.
قال الرفيق: كانت وسق مائة عجلة وأربع عشرة عجلة وفيها المائدة وكانت من ذهب يشوبه شيء من فضة مطوفة بثلاثة أطواق: طوق ياقوت وطوق زبرجد وطوق جوهر وحملت يومًا على بغل عظيم أفره وأقوى ما وجد فما بلغ المرحلة حتى تفسخت قوائمه. قال الليث بن سعد: لم يسمع بمثل سبايا موسى بن نصير في الإسلام.
1 / 43