Al-Bayān fī ʿadd āy al-Qurʾān
البيان في عد آي القرآن
Editor
غانم قدوري الحمد
Publisher
مركز المخطوطات والتراث
Edition
الأولى
Publication Year
١٤١٤هـ- ١٩٩٤م
Publisher Location
الكويت
حَتَّى احمر وَجهه ثمَّ أسر إِلَى عَليّ شَيْئا فَقَالَ لنا عَليّ إِن رَسُول الله يَأْمُركُمْ أَن تقرؤوا كَمَا علمْتُم
قَالَ الْحَافِظ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا قَالَ أَنا عمر بن يحيى بن زَكَرِيَّا قَالَ أَنا يُونُس قَالَ أَنا ابْن وهب أَنه سمع مَالِكًا يَقُول إِنَّمَا ألف الْقُرْآن على مَا كَانُوا يسمعُونَ من قِرَاءَة النَّبِي
قَالَ الْحَافِظ ﵀ فَفِي هَذِه السّنَن والْآثَار الَّتِي اجتلبناها فِي هَذِه الْأَبْوَاب مَعَ كثرتها واشتهار نقلتها دَلِيل وَاضح وَشَاهد قَاطع على أَن مَا بَين أَيْدِينَا مِمَّا نَقله إِلَيْنَا عُلَمَاؤُنَا عَن سلفنا من عدد الْآي ورؤوس الفواصل والخموس والعشور وَعدد جمل آي السُّور على اخْتِلَاف ذَلِك واتفاقه مسموع من رَسُول الله ومأخوذ عَنهُ وَأَن الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم هم الَّذين تلقوا ذَلِك مِنْهُ كَذَلِك تلقيا كتلقيهم مِنْهُ حُرُوف الْقُرْآن وَاخْتِلَاف الْقرَاءَات سَوَاء ثمَّ أَدَّاهُ التابعون رَحْمَة الله عَلَيْهِم على نَحْو ذَلِك إِلَى الخالفين أَدَاء فنقله عَنْهُم أهل الْأَمْصَار وأدوه إِلَى الْأمة وسلكوا فِي نَقله وأدائه الطَّرِيق الَّتِي سلكوها فِي نقل الْحُرُوف وأدائها من التَّمَسُّك بالتعليم بِالسَّمَاعِ دون الاستبناط والاختراع وَلذَلِك صَار مُضَافا إِلَيْهِم وَمَرْفُوعًا عَلَيْهِم دون غَيرهم من أئمتهم كإضافة الْحُرُوف وتوقيفها سَوَاء وَهِي إِضَافَة تمسك وَلُزُوم وَاتِّبَاع لَا إِضَافَة استنباط واختراع
وَقد زعم بعض من أهمل التفتيش عَن الْأُصُول وأغفل إنعام النّظر فِي السّنَن والْآثَار أَن ذَلِك كُله مَعْلُوم من جِهَة الاستنباط ومأخوذ أَكْثَره من الْمَصَاحِف دون التَّوْقِيف والتعليم من رَسُول الله
1 / 39