67

Bayān al-dalīl ʿalā buṭlān al-taḥlīl

بيان الدليل على بطلان التحليل

Editor

فيحان بن شالي بن عتيق المطيري

Publisher

مكتبة لينة للنشر والتوزيع ومكتبة أضواء المنار للنشر والتوزيع

Edition

الثانية

Publication Year

1416 AH

Publisher Location

مصر

إلى غير ذلك من المواضع (دليل)(١) على أنّ الاستهزاء بدين الله من الكبائر والاستهزاء هو السخرية وهو حمل الأقوال والأفعال على الهزل واللعب لا على الجد والحقيقة فالذي يسخر بالناس هو الذي يذم صفاتهم وأفعالهم ذماً يخرجها به عن درجة الاعتبار كما سخروا بالمتطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلاّ جهدهم(٢) بأن قالوا هذا مرائي ولقد كان الله غنياً عن صاع فلان(٣) فمن تكلم بالأقوال التي جعل الشارع لها حقائق ومقاصد مثل كلمة الإيمان وكلمة الله التي تستحل بها الفروج والعهود والمواثيق التي بين المتعاقدين (وهو لا يريد)(٤) بها حقائقها المقومة لها ولا مقاصدها التي جعلت هذه الألفاظ محصلة لها بل يريد أن (يرتجع)(٥) المرأة ليضرها ولا حاجة له في نكاحها أو ينكحها (ليحلها)(٦) أو يخلعها ليلبسها فهو مستهزئ بآيات الله فإن العهود والمواثيق من آيات الله وسيأتي إن شاء الله تعالى تقرير ذلك في الأدلة الخاصة (وإذا)(٧) كان الاستهزاء (بها)(٨) حراماً وجب إبطاله وإبطال التصرفات عدم ترتب أثرها عليهما فإن كان المستهزئ بها غرضه إنما يتم بصحتها وجب إبطال (هذه)(٩) الصحة والحكم ببطلان تلك التصرفات، وإن كان المستهزئ غرضه اللعب بها دون حكمها وجب إبطال لعبه بإلزامه

(١) في م - دلتك.

(٢) يريد بذلك قوله تعالى: ﴿الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم﴾ التوبة (٧٩).

(٣) تفسير ابن كثير (٣٧٥/٢). (٤) في ق - وهؤلاء يريدون.

(٥) في م - يرجع.

(٦) في ق - ليحللها.

(٧) في م - فإذا.

(٨) في م - بهذه.

(٩) سقط من م.

67