Batl Fatif Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
خلاصة تقرير يكن باشا «كان الهجوم يوم الأحد قبل طلوع الشمس على قلعة عكا، فصعد المرحوم إسماعيل بك قائد الآلاي الثاني مع أورطته الثانية، وأحمد بك قائد اللواء مع الأورطة الأولى، إلى برج الباب من الطرف الأيمن، ونصبوا بيارقهم على البرج، فهجم عليهم العدو فردوه إلى الخندق، ورددت أنا الأورطة الرابعة إلى الوراء حذرا من الألغام في البرج. وقد رأيت أن أفندينا السر عسكر مضايق للأعداء كل المضايقة من طرف الزاوية، وأن العدو موجه كل قوته إلى تلك الجهة، فأمرت الجنود بالهجوم على العدو للتخفيف عن قوة السر عسكر، فاستولى رجاله على البرج، ثم اتجهوا إلى اليمين لإقامة المتراس، وضبطوا من البرج مدفعا وأخذوا يلقون ناره على داخل القلعة، وتوفي الميرالاي إسماعيل بك بعد ساعة من إقامة المتراس، وهجم علينا الأعداء ثلاث مرات ولم يظفروا بطائل. وفي الساعة العاشرة دخلت الأورطة الأولى التي أرسلها سر عسكر بين البرج الذي بيدي والبرج المسمى ببرج الإنكليز، ثم دخلت الوكالة واستوليت عليها، فنشر فوق الوكالة بيرق طلب الأمان. وبعد أن استمد الأعداء الأمن والأمان انقطع إطلاق البنادق، وحضر للتسليم والاستسلام جماعة من معلمي الطوبجية ومفتي البلدة وإمام عبد الله باشا، طالبين من مراحم السر عسكر الأمان، فتفضل عليهم به وعفا عن جميع ما يملكون، وأمر برفع السلاح عنهم. وبما أنه أعطى عبد الله باشا الأمان أيضا، فإنه أرسل إليه بعد الغروب اللواء سليم بك، وفي الساعة الخامسة وصل الباشا المشار إليه مع كتخداه إلى محل حضرة السر عسكر، فقوبل مقابلة الوزير ونال الالتفات والعطف. وفي الساعة السادسة توجه سعادة السر عسكر مع عبد الله باشا ومعهما كتخدا باشا إلى القصر خارج القلعة وأقاموا تلك الليلة. وبما أن العساكر دخلوا القلعة بالحرب، فقد امتدت أيدي بعضهم إلى بعض الأشياء، وإنما صدر إليهم الأمر في اليوم الثاني بأن يردوا كل شيء إلى صاحبه، فردت تلك الأشياء جميعا. وطلب عبد الله باشا التوجه إلى مصر في يوم الثلاثاء 28 ذي الحجة، فأرسله سعادة السر عسكر إلى حيفا مع اللواء سليم بك، ومن هناك توجه بحرا في السفينه المسماة بشيري جهاد من سفن الأسطول المصري.»
إبراهيم باشا داخلا عكا راجلا على رأس جيشه.
بعد وصول عبد الله باشا والي عكا إلى الإسكندرية ونزوله في ضيافة محمد علي بدار الضيافة، وصل أتباعه - وهم جمهور كبير - فأمر محمد علي بإكرامهم وبإنزالهم في ضيافة حكومته المصرية.
وكانت خزانة عبد الله باشا قد وصلت على السفينة التي ركبها من حيفا إلى الإسكندرية، فأمر محمد علي بألا تمس وبألا تدخل دارا من دوره، وأن ترسل مقفلة إلى عبد الله باشا، وكان في تلك الخزانة حليه وجواهره، والحلي والجواهر هي كنوز العظماء في ذاك الحين.
وكان بيد عبد الله باشا وصل على أحد اليونان؛ قسطنطين أنجلو من مدينة صور، بمبلغ مائتي ألف فرنك ليقدم له به المؤن والذخائر، فأرسله إلى محمد علي باشا باعتبار أنه ملك الدولة الفاتحة، فأمر بأن تدفع له قيمته. أما برج الخزانة - الذي أشرنا إليه - فإنهم وجدوا فيه نصف مليون قرش تركت أيضا لعبد الله باشا. •••
قبل أن يفتح إبراهيم باشا عكا أعد للنصر معداته، لا بتأليف جيش ضخم على أحدث الطرق الحربية والأنظمة العسكرية، ولا بإنشاء أسطول قوي؛ بل بمحالفة زعماء سوريا وأمير لبنان، فعاهده مشايخ نابلس على المال والروح، وجمع الأمير بشير الثاني 35 ألف رجل ضبطوا أنحاء البلاد وانصرفوا لجمع المؤن. وكانت الفتن قائمة يومئذ في الأناضول وألبانيا والبلقان فاتهم بها الباب العالي محمد علي. ولما لم يلق رسل السلطان إلى محمد علي - كصارم أفندي ونجيب أفندي - ما يشفي غلة الباب العالي، توسط قنصل إنكلترا في بيروت لدى إبراهيم باشا، ولكن بلا جدوى. ولما كان 23 أبريل 1832 أمر السلطان محمود بعقد المجلس الشرعي؛ لأنه لم يبق أمامه سوى السلاح الديني الذي أجاب عليه محمد علي في جمع من قناصل الدول بقوله: «هل يسمح السلطان لنفسه أن يحاربني باسم الدين، وأنا أحق منه بمهبط الدين والوحي؛ لأني أنقذت الحرمين الشريفين وأعدت للدين سلطانه، وأنا الآن أحكم مكة المكرمة والمدينة المنورة؟»
انعقد المجلس الشرعي في إستامبول، وهو مؤلف من: ثلاثة مفتين، وأربعة عشر من قضاة العسكر، واثني عشر قاضيا من قضاة المحاكم، وتسعة من أئمة السراي السلطانية والمدارس الشاهانية ومن إمامي جامع أيا صوفيا وجامع السلطان أحمد، فلما اجتمعوا وجه إليهم السؤال الآتي للإجابة عليه:
س:
ما الذي جاء به الشرع الشريف من الأمر بطاعة أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين؟
ج:
Unknown page