Basit Fi Sharh Jumal Zajjaji
Genres
============================================================
القياس أن يكون (سبحان الله) فاعلا، وإن كانت العرب لم تستعمل ذلك، الا ترى آنك تقول : صحت براءة الله من السوء (1)، وكذلك جميع المصادر التي لا تتصرف اذا رجعت الى تصورها ودلالتها وجدتها صالحة أن تكون فاعلة، وان كانت العرب رفضت ذلك، فليس رفض العرب ذلك بالمزيل حقيقة الشيء ، وكان هذا الانفصال أقوى، لأنه لو أراد الاستعمال لقال : ما استعملته العرب فاعلا أو مفعولا أو دخل عليه حرف من حروف الجر، وكان يكون بلا شك أخصر فعدوله الى أن قال : "ما جاز" دليل على آنه إنما أراد من جهة تصوره ودلالته وعلى هذا (أيمن الله) يجوز من جهة دلالته أن يستعمل فاعلا ، لأن (أيمن الله) بمنزلة : يمن الله ، واليمن : البركة ،
فكما يستعمل اليمن فاعلا يجوز أن يستعمل (أيمن الله) فاعلا (2)، فقد صح بما ذكرته آن هذا الحد جامع.
وأما الاعتراض الثاني : وهو آنه غير مانع ، فالانفصال عنه آن تقول : إن الاضافة في مثل قولك : جمتك يوم خرج زيد ، وجشك حين (3) جاء زيد إنما هي الى المصدر، فكان القياس آن يكون بما أو بآن ، لأن الفعل لا يكون في تأويل المصدر إلا بحرف يقترن به، وذلك نحو قوله تعالى: {ودوا ماعنتم (4)، وكذلك تقول : أعجبني أن قام زيد، التقدير: اعجبني قيام زيد، لكن العرب اتسعت في ظرف الزمان باضافته الى الفعل غير مقرون بحرف، وقد فعلت العرب ذلك في (آية) في قوله: (بآية اكلت معكم حيسا)(5). وقال الشاعر: (1) انظر هذا في الكافي 41/1 والأشباه والتظائر 70/1 - 71 عنه.
(2) اقتفى ابن الفخار الخولاني أثر المؤلف في دفع الاعتراض عن كلام أبي القاسم الزجاجي في شرح الجمل ص 8، فأورد الوجهين اللذين اوردهما المؤلف بألفاظ قريية مما هنا: (3) في الأصل : "فيمن" .
(4) سورة آل عمران آية 118.
(ه) الحيس: الأقط يخلط بالتمر والسمن " اللسان ( حيس وهذه العبارة قالها ناشب بن بشامة العبري " الأعور، وكان أسرا في بكر من وايثل - وكاتوا يعدون لغزو قومه - فأرسل الى قومه 169
Page 165