على الماهية «بأنه الذاتى المشترك» وهذا التعريف لا يطابق هذه اللفظة لا بالوضع اللغوى ولا بالوضع المنطقى.
أما الوضع اللغوى فهو ان الطالب بما هو انما يطلب حقيقة الشيء وماهيته ولا تتم حقيقة الشيء بذاتى مشترك بينه وبين غيره، بل به وبما يخصه أيضا ان كان له أمر خاص ذاتى دون مشاركة فكيف يجوز الاقتصار فى الجواب على الذاتى المشترك الذي ليس كمال حقيقة الشيء بل لا بد من لفظ يتضمن جميع ذاتياته المشتركة والخاصة.
وأما الوضع المنطقى فهو أن المنطقيين توافقوا فيما بينهم على أنه لا يجاب عن ما هو بأشياء يسمونها فصول الأجناس وهى كما تعرفها-بعد ذاتيات مشتركة لكن الذاتى المشترك وان لم يكن دالا على الماهية ولا مقولا فى جواب ما هو فهو داخل فى الماهية ومقول فى طريق ما هو.
وفرق بين المقول فى جواب ما هو والمقول فى طريق ما هو اذ كل ذاتى مقول فى طريق ما هو لأنه متضمن فى الدلالة ولكن ليس وحده مقولا فى جواب ما هو لما عرفت.
وأما أصناف الدال على الماهية فثلاثة:
أحدها- ما يدل بالخصوصية المحضة مثل دلالة الحيوان الناطق على الانسان وستعرف بعد أن هذه الدلالة هى دلالة الحد على المحدود.
والثانى- ما يدل بالشركة فقط وهى أن تجمع أشياء مختلفة الماهيات مشتركة فى أمور ذاتية لها، ويسأل عن ماهيتها المشتركة مثل ما اذا سئل عن انسان وفرس وثور ما هي؟
فالذى يصلح للجواب هو الدال على كمال الماهية المشتركة بينها وهو الحيوان.
Page 74