وحله أن المضاف إليه ليس جزأ من حقيقة المضاف فيلزم أخذه فى حده، بل هو لازم له، اذ يلزم من كون هذا مضافا وجود مضاف إليه بإزائه معه لا سابقا عليه ولو كان جزأ من حقيقته للزم تقدمه عليه بالذات وانقطعت الرابطة المعينة بينهما بل المتضايفان متقدمان بذاتيهما ووجوديهما الغير المتضايفين على معنى الاضافة بينهما تقدم المعروضات على عوارضها فان الاضافة انما تعقل بين شيئين فلا بد من تقدمهما أولا بالذات على الاضافة لتعقل بينهما الاضافة.
ثم اذا اتصلت بينهما الاضافة التى هى قياس ما بوجه ما الى الغير كان حصول هذا مضافا والآخر مضافا إليه معا من غير تقدم وتأخر.
فاذن فى تحديد المتضايفين ضرب من التلطف والحيلة وهو أن يؤخذ الذاتان مجردين لا من حيث هما مضافان ويدل على السبب الجامع بينهما.
فاذا فرغ من آخر البيان حصل العلم بهما جميعا معا مثل أن تقول: الجار هو ساكن دار أحد حدودها بعينه حد دار الآخر الذي يقال لهذا بالقياس إليه انه جار من حيث هما كذلك.
وكذلك الأخ هو انسان أحد والديه هو بعينه والد الذي يقال لهذا بالقياس إليه انه اخ.
والأب حيوان يولد من نطفته آخر من نوعه، من حيث هو كذلك.
وأما ما هو اخفى فكقولهم ان النار جسم شبيه بالنفس (1) والنفس أخفى من النار.
وأما ما هو معرف بهذا الشيء الذي يراد تعريفه به فكقولهم فى حد الشمس انها كوكب يطلع نهارا والنهار لا يمكن أن يحد الا بالشمس لأنه زمان
Page 158