164

Baṣāʾir dhawīʾl-tamyīz fī laṭāʾif al-kitāb al-ʿazīz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Editor

محمد علي النجار

Publisher

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Publisher Location

القاهرة

والخطاب فى الآيتين للنبى ﷺ والمراد (به) غيره.
قوله ﴿قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله﴾ وفى البقرة ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهدى﴾ [الهدى] فى هذه السورة هو الدين، وقد تقدم فى قوله ﴿لِمَنْ تَبِعَ دِيْنَكُمْ﴾ (وهدى الله الإِسلام، وكأَنه قال بعد قولهم ﴿وَلاَ تؤمنوا إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ﴾ قل إِن الدين عند الله الإِسلام كما سبق فى أَول السورة. والذى فى البقرة معناه القبلة لأَن الآية نزلت فى تحويل القبلة، وتقديره أَن قبلة الله هى الكعبة.
قوله ﴿مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ ليس هاهنا (به) ولا واو العطف وفى الأَعراف ﴿مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ بزيادة (به) وواوِ العطف لأَنَّ القياس من آمن به، كما فى الأَعراف؛ لكنها حُذفت فى هذه السورة موافقة لقوله ﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾ فإِن القياس فيه أَيضًا (كفر به) وقوله ﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ هاهنا حال والواو لا يزيد مع الفعل إِذا وقع حالًا، نحو قوله ﴿وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ﴾ و﴿دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ﴾ وغير ذلك، وفى الأَعراف عطف على الحال؛ والحال قوله (توعدون) و(تصُدون) عطف عليه؛ وكذلك ﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ .
قوله: ﴿وَمَا جَعَلَهُ الله إِلاَّ بشرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله العزيز الحكيم﴾ هاهنا بإِثبات (لكم) وتأخير (به) وحذف

1 / 165