.. وجيرانا أمنت الْجور مِنْهُم
وَمَا فيهم سوى واف أَمِين
صفوا والدهر ذُو كدر وقدما
وفوا بالعهد فِي الزَّمن الخؤون
ليَالِي أشرقت مِنْهَا الدياجي
بحور من جنان الْخلد عين
أرى ربحي إِذا أنفقت مَالِي
وَمَا أَنا بالغبي وَلَا بالغبين
فَلَا عَيْش الإخاء بمستكن
وَلَا عَيْش الرخَاء بمستكين
وَقد طلعت شموس من كؤوس
كَمَا شهرت سيوف من جفون
يطوف بهَا على الندماء سَاق
شمائله معشقة الْفُتُون ... ويطفي جذوة مِنْهَا بِمَاء
ويمزج شدَّة مِنْهَا بلين
كَأَن عذاره اللامي لَام
وحاجبه المقوس حرف نون
وملا سل عَارضه حساما
وَفَوق لحظه سهم الْمنون
بدا زرد العذار فَقلت هَذَا
يُدِير لنا رحى الْحَرْب الزبون
وثقت إِلَى الزَّمَان وَغَابَ عني
بِأَن الحادثات على كمين
وشطت دَار أحباب كرام
تبدل وصلهم بنوى شطون
فيا شوقا لكل أَخ كريم
ضنين بالمودة لَا ظنين
خلصت من الشَّبَاب إِلَى شبيب
مشوب عِنْد أحبابي مشين
وقاربت الْبيَاض فجانبتني
مَوَدَّة بيضها السود الْقُرُون
وجائلة الوشاح رَأَتْ جماحي
على هوجاء جائلة الْوَضِين
عَشِيَّة ودعت والعيس تخدي
نواحل قد برين من البرين
بَكت شجوا وارزمت المطايا
وهاج أنينها الشاجي انيني
فلي وَلها وللأنضاء شجو
حنين فِي حنين فِي حنين
تناشدني وتذكرني بعهدي
وتبعثني على حفظ الْيَمين
وَقَالَت مَا ظننتك قطّ تنوي
مفارقتي لقد ساءت على الحزون
فَقلت سراي للعليا وَإِنِّي
اتَّخذت لَهَا أَمينا من أمون
إِلَى عمر بن شاهنشاه قصدي
ثقي بغناي مِنْهُ وارقبيني ...
3 / 47