============================================================
من الشح ، لان الشح هو البخل بما في يده على غيره ، والحسود يبخل بنعمة الله على غيره وإن لم تحصل له . قال ي : "الغل والحسد يأكلان الحسنات كما تأ كل النار الحطب" والرياء هو طلب المنزلة فى القلوب لينال به الجاه والحشمة ، وذلك من الهوى المتبع وفيه هلك الاكثرون. قال الق "ثلاث مهلكات، شح مطاع، وهوى متبع،
واعجاب المرء بنفسه" وكل ما يرائى به فى الدين فهو حرام . قال الغزالى رحمه الله : بل هو من الكبائر ، سواء كان فى البدن كاظهار النحول والحزن أو بالهيثة كالاطراق ، أو فى اللباس كلبس الخشن والمرقعة ، أو بالقول كتحسين اللفظ ، أو بالعمل كتحسين الصلاة ، أو بكثرة الاصحاب ونحو ذلك فكله حرام . قال الغزالى: بل هو شرك لقوله "من صلى صلاة يرائى بها ققد أشرك ، ومن صام صوما يرائى به فقد آشرك، وأما طلب المنزلة بغير عبادة فلا يحرم ما لم يكن فيه تلبيس كمن ينفق فى الضيافات وعلى الاغنياء ليتقدوا سخاءه، لا ليعتقدوا صلاحه وورعه، فليس بجرام ، وكذا طلب الجاه للامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وإعزاز الدين ونصر المظلومين ، فجائز إن شاء الله تعالى وأما العجب والكبر فهو نظرك إلى نفسك بعين الاستعظام ، وإلى غيرك بعين الاحتقار، والمتكبر هو الذى إن وعظ عنف ، وان وعظ آنف، وإن رد كلامه عليه استنكف قال "لا يدخل الجنة أحد فى قلبه مثقال حبة من خردل من كبر * رواه مسلم نوقال حاتم الأصم : لا يخرج المتكبر من الدنيا حتى يريه الله الهوان . قال الغزالى رحمه الله : وكل من يرى نفسه غيرا من أحد من خلق الله فهو متكبر ، بل ينبغى أن يعلم أن الكبير والخير من هو كبير خير عند الله في الدار الآخرة، وذلك غيب موقوف على الخاتمة، فشذلك بخوف سوء
Page 169