============================================================
أهلها ، وأما للعلماء فجائز حسن والله أعلم . ثالثها : كثرة المحاصمة لاستيفاء حق أو مال، وقد عدها بعض العلماء من الصغائر وهى مبدأ الشر قال هلاتة "إن أبغض الرجال إلى الله تعالى الألد(1) الخصم ، وكفى بالمرء إنما ان لا يزال مخاصا" وقال چل "من أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله" وقال اي وليس منا من مات على عصبية" وقال " ليس من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية " وقال على رحمه الله تعالى: إن للخصومات قحما، اى مهالك.
فينبغى أن لا يفتح على نفسه باب خضومة إلا لضرورةلا بد منها ، وسند ذلك ينصر حجته بطريق الشرع بلا لدد ولا زيادة فى اللجاج مولا تعصب ولا غضب ولا قصدعناد ، ولا إيذاء ، ويحفظ لسانه وقلبه عن آفاتها. رابعها : التشدق بالكلام، وتكف الفصاحة، والتصنع بالمقدمات التى يعتادها المتفاصحون ، وإطالة القصص وكثرة الكلام ، قال النبى ، هلك المتنطعون" قالها ثلاثا (2) وقال " إن الله تعالى يبفض البايغ من الرجال الذى يتخال بلسانه كما تتخلل البقرة" وقال ل " إن أبفضكم إلى الله الثرثارون المتفيهفون "(3 وقال "أنا وأتقياء آمتى براء من التكلف" فينبغى أن يقصد في مخاطبته غيره لفظا يفهمه صاحبه فهما جليا، فلا يستثقله ولا يملله فى القول ، قال اه "لقد أمرت أن اتجوز فى القول فن الجواز خير" قال بعضهم : وانتكلف مذموم فى كل شيء، كالتكلف بالملبوس للتاس من غير نية فيه، والتكلف فى الكلام، وزيادة التملق الذى صار دأب أهل هذا الزمان ، ولا يكاد يسلم منه إلا أفرد . وكم من متعلق لا يعرف أنه يتملق وقد يخرجه تملقه
(1) الآلد : هو الشديد المخاصمة (2) أى المبالغون فى الامور (3) يعنى الذين يتوسعون فى الكلام ويفتحون به افواههم
Page 130